جنرالات ترامب يحكمون أمريكا.. كبير الموظفين «كيلي» يعين ويقيل من يحلو له.. مستشار الأمن القومي «ماكماستر» يتولى مهمة تبرئة الرئيس من السقطات.. وجيمس ماتيس يضفي على الرئيس العقل وال
لعدم خبرته السياسية الكافية، وانشغاله بالمكاسب الاقتصادية والتجارية، يعتمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على 3 جنرالات لإدارة البيت الأبيض الذي يشهد أحيانًا فوضى عارمة بسبب اختلاف آراء موظفيه ما يؤثر على سياسة الدولة.
ثلاثي البيت الأبيض
وبحسب وكالة "فرانس برس"، فإن الثلاثي المكون من وزير الدفاع جيمس ماتيس، وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي، ومستشار الأمن القومي هربرت ريموند ماكماستر، قضوا فترة الصيف يلملمون شظايا الأزمات التي تسبب بها ترمب، ويحاولون منع خروج خلاف جديد مع كوريا الشمالية بشأن برنامجها النووي عن السيطرة.
عسكريون مدنيون
وطمأن النفوذ المتنامي لهؤلاء الثلاثة الذين يلقبهم ترمب بـ"جنرالاتي" بعض الحلفاء والمعارضين السياسيين على حد سواء، في حين أعرب البعض عن دهشتهم من تسلم عسكريين مناصب عادة ما تعهد لموظفين مدنيين.
وقال السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال لصحيفة "واشنطن بوست"، إن "هناك بالتأكيد شعورا لدى العديد من زملائي بأنهم يمثلون ثقلا من أجل توازن الكفة، وتوفير شعور بالتناسق والعقلانية في بيت أبيض كثيرا ما تشوبه الاضطرابات".
إدارة البيت الأبيض
وتسلطت الأضواء على مدى أهمية الجنرالات في تجميل المشهد في دائرة صنع القرار الأمريكي مع تعيين كيلي، الجنرال صاحب أعلى رتبة في قوات المارينز، والذي تقاعد مؤخرا وخدم في الجيش خلال حربي الخليج والعراق، في منصب كبير موظفي البيت الأبيض.
وسارع كيلي، الذي كان وزيرًا للأمن الداخلي وخلف الجمهوري راينس برايبوس، إلى فرض النظام فأزاح المتحدث المتهور باسم الرئيس، انطوني سكاراموتشي.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أنه قلص عدد الأشخاص الذين بإمكانهم رؤية ترامب، بما فيهم ابنته إيفانكا.
مؤتمر كارثي
لكن كيلي غير قادر على السيطرة بشكل كامل على رئيسه، وهو ما انعكس أثناء مؤتمر صحفي كارثي عُقِد الشهر الماضي، حيث دافع ترامب عن أنصار نظرية تفوق العرق الأبيض بعد أعمال عنف دامية وقعت في مدينة شارلوتسفيل في ولاية فرجينيا.
وقال إليوت كوهين، الأستاذ في جامعة "جونز هوبكينز للدراسات الدولية المتقدمة"، وهو على صلة بالجنرالات الثلاثة، إنهم "لا يمكنهم السيطرة على كل ما يتفوه به ترامب ولكن بإمكانهم تهدئة الأمور".
قوة العسكر
ويعود إعجاب ترامب بالعسكر إلى شبابه عندما أرسله والده إلى أكاديمية عسكرية خاصة في نيويورك، حيث ارتدى الطلاب بدل عسكرية ومُنحوا رتبا.
ورغم حصوله على تأجيل لأداء الخدمة العسكرية خمس مرات خلال حرب فيتنام، إلا أن ترمب يولي أهميةً كبيرةً للجيش، حيث تعهد مرارًا زيادات "تاريخية" في الإنفاق الدفاعي.
وأوضح كوهين أن الرئيس الأمريكي "معجب بالعسكر" كونه هو "هو وهم أقوياء".
مايكل فلين
وعين ترامب كذلك مايكل فلين، وهو جنرال متقاعد آخر برتبة ثلاثة نجوم، كأول مستشار له للأمن القومي قبل أن يُقال بسبب اتصالاته السرية مع روسيا.
وتم تعيين عسكري آخر بثلاث نجوم، اللفتنانت جنرال المتقاعد كيث كيلوج، لرئاسة مجلس الأمن الوطني.
لكن جوناثان ستيفنسون من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، نوه بأن العسكر ليسوا بالضرورة الخيار الأفضل لتولي الوظائف المدنية.
قرارات الجنرالات
وقال لوكالة فرانس برس "يكون الجنرالات أقرب عادة إلى القرارات والأنشطة العملاتية، وغالبا ما يفتقدون إلى الرؤية وبعد النظر لوضع الاستراتيجيات الكبرى وتشكيل توجه الدولة".
وأشار إلى أن ترامب يعتمد على الجنرالات لأسباب عدة، بينها أنه "يدرك على الأرجح في اللاوعي أن تعجرفه فارغ"، ولأنه "يريد كسب بعض القوة بسرعة"، لكنه أضاف أنه عبر خدمتهم لترامب، يخاطر الجنرالات بتقويض قيمهم العسكرية التي حظوا بها جراء خبراتهم الطويلة.
تبرئة الرئيس
وأشار إلى محاولات ماكماستر تبرئة الرئيس بعدما وردت تقارير تفيد بأن الأخير أفشى إلى مسئولين روس معلومات استخباراتية حساسة مصدرها إسرائيل، إضافة إلى دعمه خطة جديدة بشأن النزاع الافغاني وصفها ستيفنسون بأنها "نصف جاهزة".
وأضاف: "لكل تلك الأسباب، هناك بعض الأمل بأن يكبح الجنرالات جماح ترامب بشكل كاف لتفادي حرب مأسوية في شبه الجزيرة الكورية".
فائدة ماتيس
وعندما أطلقت كوريا الشمالية صاروخا بالستيا مر فوق اليابان الشهر الماضي، حذر "ترمب" من أن الخيارات العسكرية مطروحة وأصر على أن المفاوضات "ليست الحل"، إلا أن ماتيس سارع إلى التخفيف من وطأة تصريحات سيد البيت الأبيض، مؤكدا أن السبل الدبلوماسية للتعاطي مع الأزمة لم تنفذ بعد.
ويعد «ماتيس» الباحث الذي عرف عنه اقتباسه أقوال شخصيات تاريخية مثل الجنرال الإغريقي ثوسيديدس، نقيضا في أمور عدة لترامب، الذي أقر بأنه لا يقرأ كثيرا.
وسلط الإعلام الأمريكي الأضواء كثيرا على التباين الجلي بين الرجلين، إلا أن ماتيس يصر على أنهما متفقان.
وأكد ستينفسون أن ماتيس ضروري في إدارة ترامب كونه "رجلا عقلانيا بالمجمل يتمتع باحترام واسع في أوساط الجيش، انطلاقا من الجنود العاديين ووصولا إلى كبار المسئولين".
إلا أن بعض المراقبين يعربون عن مخاوفهم بشأن الظهور الزائد للشخصيات التي تحمل عقليات عسكرية.
منصب كيلي
وكتب اللفتنانت جنرال المتقاعد ديفيد بارنو ونورا بنساهل من قسم الخدمة الدولية في الجامعة الأمريكية أنهما قلقان تحديدا من وصول كيلي إلى منصب كبير موظفي البيت الأبيض، وهي وظيفة سياسية حزبية.
وقالا: «من خلال ترقية جنرال متقاعد إلى ما ينظر إليه على أنه ثاني أكثر منصب يحمل أهمية في الجناح الغربي (للبيت الأبيض)، لم يعد نفوذ العسكريين في الوظائف الرفيعة في الإدارة محصورا في إطار الأمن القومي».