عبد الرحمن الأبنودي يروي ذكريات أول يوم دراسي
في عام 1995 أجرت مجلة "كل الناس" حوارات مع مجموعة من الكتاب والمشاهير حول ذكريات أول يوم في المدرسة.
وقال الشاعر عبد الرحمن الأبنودي: "أول سنة دراسية كانت نوعا من الكوميديا السوداء، كانت المدرسة اسمها مدرسة المحطة، وهى مدرسة خشبية أقيمت بجوار محطة قنا للقطارات ومن هنا جاءت التسمية".
وتابع: "كنا نلبس شورتا، ولن أصف لكم جمال جسدى وبالذات الساق والركبتين اللتين كانتا مثار سخرية من أصدقائى وأقاربى، كما كنا نلبس طربوشا له زر أسود ينقطع يوميا".
وأضاف الأبنودي في حواره: "أذكر أني دفعت نصف قرش لولد يجلس إلى جوار الشباك لكي أجلس مكانه وأرى المحطة مباشرة، وأمضيت العام الأول بأكمله في مراقبة حركة القطارات والبشر.. وكنت أعيش تناقضا غريبا بين مادتى اللغة العربية والحساب، إذ كنت أقرأ كتب اللغة العربية قبل المدرسة بأسبوع لمرة واحدة فأحفظها عن ظهر قلب، ولم أذهب بكتب اللغة العربية مرة واحدة إلى المدرسة، وكان المدرس مجرد أن ينتهى من القراءة يطلب منى إعادة ما قرأه فأفعل دون أن أمسك كتابا".
ووصال الشاعر الكبير حواره قائلا: "أما الحساب فقد كان عدوي الأول والأكبر الذي أعاقب بسببه كل صباح في عز البرد، وكان المدرس لا يمل من ضربي بسن المسطرة على ظهر أصابعى فتظل تؤلمني حتى آخر اليوم.. وأذكر أنى كنت في المدرسة الابتدائية كنت أخطب في الحفلات الرسمية واقول الشعر، وحصلت على جائزتين كانتا أهم من الأوسكار بالنسبة لى.. إحداهما حمالة بنطلون مزيج من الكاوتشوك والبلاستيك ساحت على قميصى بعد يومين بسبب حر مدينة قنا المهلك وأصبحت نتفا.. أما الجائزة الثانية فكانت عبارة عن قلم حبر بأنبوبة تملأ باستمرار وما زلت احتفظ به إلى الآن".
واخختم حواره: "أما بخصوص زملائى واصدقائى فقد كانت دفعة متميزة، تخرج من فصلى أدباء موهوبون منهم الشاعران أمل دنقل ومصطفى الضمرانى، والسينارست الكبير محمد صفاء عامر إلى جانب مجموعة أخرى تركت مواهبها الأدبية إلى مهن أخرى.. وما زالت تربطني بهم علاقات قوية جدا ودائما ما نجتمع في القرية ونتناقش ونتذكر هذه الأيام الجميلة، وقد حدث تعاون مع زميل الدراسة وصديقى محمد صفاء عامر عندما كتبت له أغانى مسلسله الشهير "ذئاب الجبل".