رئيس التحرير
عصام كامل

خطة «مرسي» لتهجير الأقباط من مصر!!


تحدثتُ في المقال السابق عن خطة الإرهابي الخبيث الذي قفز خلسة على كرسي حكم مصر "محمد مرسي" هو، وجماعته الإرهابية لتدمير مصر، وتقسيمها إلى دويلات متناحرة صغيرة حقيرة، وقتل شعبها، وترويعه، وانتهى المقال على ذكر ما كان يضمره "مرسي"، وجماعته الإرهابية لأقباط مصر من شر، وما كانوا قد بدءوا فعليًا في تنفيذه من مخطط إيذائهم، وترحيلهم، وتهجيرهم من الشمال في اتجاه الجنوب، وذلك تنفيذًا لأوامر أسيادهم الصهاينة، وتحقيقًا لمؤامراتهم الكبرى، ولمخططهم الشرير الكبير من إعادة رسم خريطة مصر، وذلك بتقسيمها لدويلات متفرقة متناحرة ثلاث على أن تكون "الدويلة المسيحية"! في جنوب مصر.


نعم.. لقد كانت خطة إيذاء الأقباط المصريين، والتي وضعتها الصهيونية، وكانت تنفذها بحذافيرها ربيبتهم، وصنيعتهم: جماعة الإخوان الإرهابية بالتعاون مع شركائها من الجماعات الإرهابية الأخرى، كانت تلك الخطة تعمل على قدمٍ وساقٍ في مصر الإخوانية! وكان محور توجهها يتم من اتجاه الشمال صوب الجنوب، وذلك لدفع الأقباط للهجرة قسريًا! للتوجه نحو الجنوب، وذلك بهدف تغيير الواقع الديموجرافي لمصر، بحيث يتم توطين الأقباط في صعيد مصر ليشكلوا فيما بعد "دويلة مسيحية مستقلة"!

ولقد كانت تلك الخطة الخبيثة الخسيسة موكلة، وبشكل مباشر –خاصة فيما يتعلق منها بتهجير الأقباط من سيناء على وجه الخصوص- إلى الإرهابي "محمد الظواهري" شقيق الإرهابي "أيمن الظواهري" زعيم تنظيم القاعدة، وذلك بتنسيق مباشر مع رئاسة الجمهورية، وذلك عن طريق ابن خالة الشقيقين "الظواهري"، والذي كان يشغل منصبًا رفيعًا في رئاسة الجمهورية آنذاك (رئيس ديوان رئاسة "مرسي" )، والذي كان يلعب دور الوسيط، ويمثل همزة الوصل المباشرة بين ابني خالته الشقيقين "الظواهري" من جهة، و"محمد مرسي" من الجهة الأخرى!

فكانت خطة تهجير الأقباط من الشمال باتجاه الجنوب، وذلك عن طريق ترويعهم باستخدام طرق، ووسائل شتى تبدأ بالإيذاء النفسي، والبدني، مرورًا بالخطف، والتهديد به، وبالقتل، وانتهاءً بتخييرهم بين مغادرة منازلهم، والهجرة من أرضهم، وبلادهم، وأماكنهم، وبين القتل بأبشع السبل، والتمثيل بالجثث، هذا فضلًا عن هدم البيوت فوق رءوس أصحابها، وانتهاك الأعراض وما شابه ذلك!

ولقد كانت تلك الخطة الخبيثة تقتضي بألا تنتهي مدة رئاسة "مرسي" حتى يكون الأقباط قد تم ترحيلهم من جميع أنحاء مصر باتجاه الجنوب، بالإضافة إلى العمل على تجميعهم كذلك في الجنوب في أماكن بعينها تم تحديدها سلفًا بعناية، وذلك بطرق غير مباشرة، بمعنى ألا يترك لهم سوى تلك المناطق، ومن ثم يتم إيذائهم رسميًا من قبل الدولة ومؤسساتها، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، ورئيس الجمهورية شخصيًا! بحيث يدفعون دفعًا، ولا يتبقى لهم سبيل ينجيهم من ذلك العذاب الرسمي! الرهيب، ومن الإرهاب الممنهج، والذي يمارس عليهم بكل وحشية، سوى أن يعلنوا الحكم الذاتي، ويعلنوا استقلالهم عن الدولة المصرية، وإنشاء دويلة مسيحية خاصة بهم !!

وبهذا تكون قد تكونت اللبنة الأولى لتقسيم مصر إلى هذه "الدويلة المسيحية"! بالجنوب، يقابلها –بطبيعة الحال- في الشمال "دويلة إسلامية"! يحكمها الإخوان! بالإضافة إلى "الدويلة النوبية"! والتي كان يعمل الإخوان، وشركائهم من مناضلي الثورة!! وعلى رأسهم "محمد البرادعي"! كذلك على تحقيقها عن طريق إثارة الفرقة في الجنوب، وإشعال الفتنة بين القبائل، بالتزامن مع العمل على زرع فكرة الاستقلال عن الدولة المصرية في نفوسهم، ومساعدتهم في الوصول للمنظمات الدولية (والتي هي صهيونية بالأساس، ولا شك)، حتى لهم مرادهم الأخير بتكوين دويلة صغيرة حقيرة بالتعاون –أو قل بالأحرى بالتآمر- مع السودان، وذلك بترك جزء من أراضيها ليتكامل نوبة مصر مع نوبة السودان، وذلك في مقابل أن تتنازل مصر عن "حلايب، وشلاتين" للسودان!!

(ومنه تعلم علم اليقين لماذا أعلن ذلك المأفون الإرهابي "محمد مرسي" عن سعيه لتسليم "حلايب، وشلاتين" للسودان، وأن هذا الإعلان من قلب العاصمة السودانية لم يكن سوى إشارة البدء في تنفيذ هذا المخطط الخبيث !!)

إلا أن هذه المهمة القذرة لم تكن هي مهمة "محمد الظواهري" الأساسية، ولكنها كانت مهمة على هامش عمله الأصلي، ومهمته الأولى، والخبيثة، وبالتعاون مع ابن خالته "الطهطاوي" رئيس ديوان رئيسهم "مرسي"، كانت تلك المهمة القذرة من أعظم –إن لم تكن أعظم- طوام الإخوان في أيام حكمهم النحسات، ألا، وهي توطين الإرهاب في سيناء، وتحويلها إلى بؤرة إرهابية عالمية خارجة عن السيطرة المصرية، والدولية.

على ما سأبينه –إن شاء الله- في المقال القادم، وفي المقال التالي للحديث بقية.. إن شاء ربُّ البرية.
الجريدة الرسمية