الشيخ الباقوري يحكي كيف أفلت الإخوان من قانون الأحزاب
في كتابه (بقايا ذكريات) تحدث الشيخ أحمد حسن الباقورى عن علاقته بالإخوان قبل وبعد الثورة فقد كان وقت قيام الثورة عضوا بجماعة الإخوان المسلمين ونائبا للمرشد وكان يكتب سلسلة مقالات في جريدة الاخبار بعنوان (الأزهر ومنطق الثورة ) وكان على علاقة طيبة بنجوم الصحافة في ذلك الوقت مصطفى أمين وعلى أمين وكامل الشناوى وموسى صبرى الذي زمله في المعتقل مع أنور السادات.
وكان مصطفى أمين هو الذي أخبره بنبأ اختياره وزيرا في وزارة على ماهر باشا في 15 سبتمبر 1952 يقول الباقوري:
سألت الأخوين مصطفى وعلى أمين رأيهما في قبولى الوزارة فأجابا بصراحة أنها خدمة وطنية وأنت رجل لك تاريخ وطنى يقوم على تجارب طويلة ولا يسوغ لمثلك أن يتخلى عن واجبه الوطنى، وقالوا لى إذا لم تنسجم مع الوزارة فمكانك موجود بين كتاب الأخبار.
بعد أن حلفت اليمين ذهبت إلى دار المرشد العام حسن الهضيبي الذي استقبلني في فتور شديد وبوجه عابث لم أعهده من قبل وشرحت له الأسباب التي دعتني لقبول المنصب ولم يقتنع الهضيبي فأخذت ورقة وقلما وكتبت استقالتي من مكتب الإرشاد ومن جميع تشكيلات الإخوان.
ويضيف الباقورى في مذكراته قائلا: كان الهضيبى مغتبطا أشد الاغتباط باستقالتى ومع ذلك زارنى في مكتبى بالوزارة ومعه بعض الاخوة ورغبوا إلى في أن اصلح بينهم وبين الاخ جمال عبد الناصر اذ كان هذا مصلحة لهم وللثورة على السواء..على أن الأمر لم يقف عند هذه الغاية بل تجاوزها إلى حماية الإخوان من الخضوع لقانون تنظيم الأحزاب السياسية الذي صدر في 9 سبتمبر1952.
ذلك أن الثورة طلبت من الأحزاب أن تنظم نفسها وشعرت أن من الحق على لجماعة الإخوان ألا ينطبق عليها قانون الأحزاب لأنها ليست حزبا، وتحقيقا لرغبة المرشد طلبت من عبد الناصر إبعاد الجماعة عن نطاق قانون الأحزاب.
وقد استجاب الرجل وقال لمحمد نجيب أن الإخوان كانوا من أكبر أعوان الثورة ولا يصح تطبيق قانون تنظيم الأحزاب عليهم.. لكن رفض محمد نجيب بحجة أن القوى السياسية سواء أمام القانون، لكن ضغط عبد الناصر عن طريق سليمان حافظ وزير الداخلية حتى أفلت الإخوان من قانون الأحزاب.
وحكاية أخرى يحكيها الباقورى في مذكراته أن محمد نجيب أراد أن يستبدل كلمة ثورة بكلمة نهضة وهنا ثار عبد الناصر وقال أنه لايمكن اكون عضو في مجلس قيادة النهضة، احنا أعضاء مجلس قيادة ثورة ياسيادة الرئيس..هذه ثورة وليست نهضة.