رئيس التحرير
عصام كامل

135 سنة على الاحتلال البريطاني لمصر

فيتو

في جريدة الأهرام في سبتمبر 2012 كتبت الدكتورة هالة أحمد زكي مقالا قالت فيه:

كتب الكثيرون عن ثورة عرابي التي يحسب لها كونها أول الثورات المصرية الحديثة منذ أكثر من 130 سنة، فقبلها كانت توجد فكرة اشتعال الثورات من أجل الوطن والاستقلال طول حكم المماليك وما أعقبها من الحملة الفرنسية.


أما الثورة العرابية فقد جاءت بمسألة أكثر نضجا وهي البحث عن الكيان المصري وسط كومة قش، وصحيح أن تجربة محمد علي ومن بعده الخديو إسماعيل قد أثمرت بوضع رؤية لكيان للمحروسة مصر إلا أن الفضل في الثورة العرابية يعود إلى المصريين وحدهم ممن كانت لديهم القدرة على التصرف في اتجاه البحث عن حقوق تحت شعارات جديدة أبرزها شعار المصراوية الذي ظل مختبئا سنوات.

ومن واقع احترامنا لهذه الثورة نكتب عن الاحتلال البريطاني لمصر في 15 سبتمبر 1882 حين دخل الإنجليز مصر بعد هزيمة عرابي أمام جحافلهم الكبيرة.

ولا يمكن بأي حال من الأحوال بعد هذا الكم من اللغط والمغالطات التي استمرت لسنوات طويلة أن نطلق على الثورة العرابية هوجة عرابي.

وأحمد عرابي هو ترجمة للوطنيين في عصره وهو ابن مجتمع وصل إلى مرحلة متقدمة من التنوير، فمن المعروف أن الجيش المصري وقتها كان حريصا على تزويد قواته بأبناء الطبقة المتوسطة في مصر.

كما أن عرابي في رأي مؤرخين غربيين أمثال برودلي في كتابه المهم (كيف دافعنا عن عرابي وصحبه) هناك حقيقة يجب أن نعرفها أن الحكومة المصرية كانت في ذلك الوقت ضعيفة جدا وحقق عرابي ورفاقه عدة نجاحات، ورأى المصريين أنهم أكبر من أي قوة ولم يكن مدهشا أن يلجأ إليه أبناء البلد.

أما ما أرجعه جون مارلو في كتابه (كرومر في مصر) من فشل عرابي فيعود من وجهة نظره الأوروبية إلى افتقاد الرؤية الضرورية لعرابي، وأن هناك كان ما يشبه التسوية مع الحكومة لعدم التعرض لغضب الخديو توفيق وأن اهتمام عرابي في الأصل كان اهتماما عسكريا وأن إنجلترا وفرنسا كانتا تعملان لإسقاطه.

لم يكن عرابي صاحب هوجة وأن هذا الاحتلال مهد الطريق لظهور شخصيات مصرية وطنية لامعة تنحاز إلى مصر أمثال مصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول ومحمد عبده ولطفي السيد، وغيرهم ممن استطاعوا أن يبلوروا شخصية مصر.
الجريدة الرسمية