رئيس التحرير
عصام كامل

اسمع كلامك أصدقك


جديدة علينا تلك التصريحات التي أدلى بها أمس السفير البريطاني في مصر، ويقول فيها إن حكومة بلاده تعتبر كل من ينتمى لجماعة الإخوان إرهابيا محتملا، ولذلك تشدد السلطات البريطانية رقابتها على نشاط جماعة الإخوان في بريطانيا وكل من ينتمى لها، فهذا كلام يمثل توجها بريطانيا جديدا تجاه جماعة الإخوان، خاصة وأن بريطانيا هي التي رعت إقامة هذه الجماعة في نهاية العقد الثالث من القرن الماضى، ولكننا عندما نتابع سلوك السلطات البريطانية تجاه الإخوان كجماعة وكأعضاء نجده مختلفا عن كلام السفير البريطاني في مصر، فمازال الإخوان مرحبا بهم في بريطانيا، ومن بينهم حتى المطلوبين أمنيا في مصر، والمتهمون في ممارسة أعمال عنف أو التحريض عليه..


ومازالت جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى تجمع التبرعات المالية التي تذهب لتمويل العنف في مصر، وتنفق على القتل والتدمير والحرق والتفجيرات، ومازالت الاستثمارات الإخوانية نشطة في بريطانيا، ومراكز الإخوان الدينية وغير الدينية في بريطانيا تعمل كما تشاء وبحرية كاملة، ومن خلال هذه المراكز يتم تجنيد مزيد من الشباب المصرى والعربى، بل والأوروبي أيضا لجماعة الإخوان وتنظيمها الدولى، منهم من يصير جاهزا لممارسة العنف.

وهكذا كلام السفير البريطاني في مصر ينطبق عليه المثل المصرى الشعبى، الذي يقول: "اسمع كلامك يعجبنى أشوف أمورك أستعجب"، ولكن يبدو أن ذلك أصبح هو عنوان السياسة الجديدة التي تنتهجها بعض الدول الأوروبية وأيضًا الإدارة الأمريكية الجديدة، فهم يسمعوننا طيب الكلام بخصوص مكافحة الاٍرهاب، وتحديدا تجاه الجماعة التي أفرخت لنا كل التنظيمات الإرهابية وهى جماعة الإخوان، بينما يمارسون أقبح التصرفات في هذا الصدد.
الجريدة الرسمية