«ساويرس».. عائلة في خدمة الثقافة والفنون
"السُمعة".. هي كلمة السر في حياة عائلة رجل الأعمال العصامي أنسى ساويرس، تلك العائلة ذات الجذور الصعيدية في سبيل الحفاظ على سُمعتها يمكن أن تُضحي بأي شيء.. تخسر المليارات.. وتخرج من مشروعات يمكن أن تحقق لها أرباحا خيالية لا لشيء سوى الحفاظ على تاريخها واسمها في السوق.
في أحد الحوارات الصحفية سُئل أنسى ساويرس عن أهم قيمة يحافظ عليها في حياته وكان رده قاطعا: "السُمعة الطيبة" لأنها هي التي تعيش حتى بعد موت صاحبها.
غرس "ساويرس الأب" في أبنائه قيما ومبادئ حافظوا عليها والتزموا بها ولم يتخلوا عنها يوما، ومن بين عدد كبير من عائلات المال والأعمال في مصر احتفظ أفراد "عائلة ساويرس" بمكانة خاصة بهم، مكانة لا ينافسهم فيها أحد، اكتسبوها عبر سنوات من العمل والاجتهاد، ولم تنجح حملات تشويه كثيرة في النيل منهم، لما لديهم من رصيد من سمعة طيبة لا يشكك فيها أحد، حتى من يختلفون معهم يشهدون لهم بالنزاهة وطهارة اليد.
في عالم المال والأعمال لا مكان للعواطف، لغة الأرقام تتحدث، وحسابات المكسب والخسارة هي المسيطرة، ونادرا ما تجد رجل أعمال يخرج من مُربع "الصفقات" إلى رحاب الثقافة والفنون، عائلة ساويرس كانت الاستثناء وفتحت خزائنها لرعاية المسابقات الثقافية والمهرجانات الفنية، قدمت الجوائز للمبدعين، ونظمت فعاليات لاكتشاف الموهوبين في الأدب وكتابة الشعر.
بداية رحلة العائلة في دعم الثقافة والفنون كانت عام 2005، بتنظيم مسابقة "جائزة ساويرس الثقافية" لاختيار أفضل الأعمال الأدبية المتميزة لكبار وشباب الأدباء والكتاب المصريين في مجالات الرواية، والمجموعات القصصية، بهدف تشجيع الإبداع الفني لديهم، وإلقاء الضوء على المواهب الجديدة الواعدة، وعلى مدار 10 سنوات، تطورت المسابقة لتشمل مزيدًا من روافد الإبداع الأدبي والفني، حيث قام مجلس أمناء الجائزة، بإضافة فروع جديدة للمسابقة في مجالي كتابة السيناريو السينمائي والكتابة المسرحية. وفي عام 2013 تمت إضافة جائزة جديدة في مجال النقد الأدبي.
وشكلت جائزة ساويرس منذ انطلاقها قاعدة مثالية لإثراء الحياة الثقافية في مصر، من خلال تتويج العديد من التجارب الإبداعية الحقيقية، كما استطاعت أن تحقق مكانة بارزة بين الجوائز العربية والمحلية، حيث تضاعفت عدد الأعمال المشاركة في المسابقة من 276 عملًا في عام ٢٠٠٥، إلى 576 عملًا أدبيًا في عام 2016.
وفي عام 2014 ووفاء لروح الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم نظم رجل الأعمال نجيب ساويرس مسابقة في شعر العامية، تحمل اسم الشاعر الراحل، وتقام سنويًا تقديرًا للدور الذي قام به "نجم" في تجديد شعر العامية المصرية، وتشجيعًا للمواهب الجديدة في هذا المجال، وهي أول جائزة في العالم العربي تخصص للعامية المصرية، وتمنح سنويًا للشعراء دون سن الأربعين، بشرط أن يكون الديوان مكتوبًا بالعامية المصرية، ولا يشترط أن يكون الشاعر مصريًا.
وتحت شعار "سينما من أجل الإنسانية"، ودعما لحركة السينما في مصر أطلق نجيب ساويرس وشقيقه سميح شرارة بدء فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الجونة السينمائي، التي ستعقد في منتجع الجونة السينمائي في الفترة من 22 حتى 29 سبتمبر 2017، ويضم المهرجان ثلاث مسابقات يتعدى مجموع جوائزها 200 ألف دولار أمريكي.
وتنقسم مسابقات الدورة الأولى للمهرجان إلى ثلاث فئات هي: مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة، وستقوم لجان تحكيم منتقاة مؤلفة من شخصيات بارزة ومحترفين سينمائيين بمنح جوائز المسابقات بمستوياتها؛ (نجمة الجونة الذهبية والفضية والبرونزية)، وجائزة أفضل فيلم عربي، وستنفرد مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بإضافتها جائزتي؛ أفضل ممثل وممثلة.
يسعى المهرجان إلى اختيار أفلام تمثل تناغمًا بين اختيارات فريق البرمجة من أفلام سبق أن أثارت الاهتمام في مهرجانات سينمائية أخرى، بخاصة الكبرى منها، إلى جانب الأعمال السينمائية الأحدث، التي يجري البحث عنها عبر التواصل مع الجهات المنتجة والموزعة، حيث تراعي عملية الاختيار؛ الأفلام الجديدة ذات الرؤية الثاقبة المختلفة، التي تتحدى المألوف وتكشف آفاقا جديدة وخيارات بديلة في التعبير الفني.
وأكد المهندس نجيب ساويرس التزام المهرجان بدفع الحركة السينمائية نحو الأمام، حيث أشار إلى أن "الفكرة الكامنة وراء الجوائز ومقاديرها والتي درست بعناية فائقة تسعى أن تكون هذه الجوائز حافزًا مساعدًا في تطوير وتشجيع الإبداع السينمائي وطرح للأفكار الجديدة، ومن هنا تصبح الجوائز حافزا لكسر جمود الفكر والإسهام في الوصول إلى مستقبل أفضل للسينما في المنطقة والعالم".