«أبو الغيط»: الجامعة العربية أعز ما نملك ونعمل بأقل ميزانية
أكد أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الأوضاع في اليمن تكشف عن ممارسات القوى الانقلابية النابعة من مصالح ذاتية وتوجهات أنانية.
وقال أبو الغيط، خلال كلمته، اليوم الثلاثاء، أمام مجلس جامعة الدول العربية أنه صار واضحًا اليوم من هو الطرف المسئول عن تعطيل أي حل سياسي محتمل.
وأضاف: أن الحوثيين رفضوا كافة المبادرات المتوازنة التي تقدم بها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، والتي كانت ترمي كما نعلم جميعًا إلى تجنيب البلاد الانزلاق إلى المزيد من الخراب، وكذا احتواء الآثار المروعة للحرب على السكان المدنيين، والوضع الإنساني الذي يُثير انزعاجنا جميعًا.
وركز على أنه حان الوقت لكي تُدرك الجماعات الانقلابية التي تتشبث بالسلطة أنها تُلحق الدمار ببلدها، وتُهدد حياة الملايين من اليمنيين الأبرياء.
وفيما يتعلق بليبيا، قال إن الجامعة تتابع الوضع بدقة عبر مبعوثي الشخصي ومن خلال عضويتها في المجموعة الرباعية المعنية بليبيا..إن الأوضاع هناك ما زالت بعيدة عن الاستقرار الذي ننشده جميعًا.. إلا أن محاولات صادقة تُبذل من أجل لم الشمل والوصول إلى كلمة سواء بين الفرقاء.. وما أرصده اليوم هو أن هناك تقاربًا أكثر، مقارنة بما مضى، بين المواقف الدولية والعربية إزاء الأزمة الليبية وسبيل الخروج منها.
واستطرد: ثمة نقاشٌ جارٍ ومستمر حول تطوير وإصلاح الجامعة وتفعيل دور الأمانة العامة للجامعة.
وأعرب عن تاييده بشكل كامل كافة الجهود المخلصة والأفكار البناءة التي يمكن أن يترتب عليها إصلاح وتطوير عمل المنظومة العربية.
وتابع: كل ما أرجوه أن يجري هذا النقاشُ على أساس موضوعي، وألا نسمح أبدًا بوجود فجوة في الثقة بين الأمانة العامة والدول الأعضاء.. فليست الأمانة سوى معبر عن إرادة هذه الدول، وهي المفوضة من قبلها بإدارة دفة العمل العربي المشترك.. وغني عن البيان أن هذا التفويض ينطوي على منح الأمانة مساحة من الحركة والعمل، أعرف حدودها جيدًا ولا أتخطاها، وإن كان يزعجني أن يسعى البعض للإفتئات على هذه المساحة.
واستطرد: أن الإرادة للإصلاح موجودة لا شك فيها.. وهناك ما تمّ إنجازه بالفعل.. وثمة أمورٌ أخرى لا يُمكن إحراز تقدم بشأنها إلا بدفع الدول وإرادتها.. إن هذه المنظمة تستحق أن نناضل من أجل بقائها، واستمرارها في أدائها لمهامها.. هذه المنظمة تعمل بميزانية الحد الأدنى مقارنة بمثيلاتها في أنحاء الدنيا، ومع ذلك فهي بالكاد تؤمن ميزانيتها السنوية بسبب التباطؤ في سداد الحصص، أو التخلف عن هذا السداد لعدة سنوات في بعض الحالات.. مرة أخرى، أمد يدي بكل الود إلى حضراتكم وإلى مندوبيكم الدائمين للعمل سويًا وبكل الإخلاص من أجل رفعة شأن هذه المؤسسة العريقة التي نشرف جميعًا بالانتماء إليها.
واختتم كلمته قائلا: إن النظام العربي الذي تجسده هذه الجامعة يتأسس على قيم وقواعد أراها راسخة مستقرة.. وأول هذه القيم عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، وعلى رأس تلك القواعد احترام السيادة.. هذه القواعد وتلك القيم هي عماد ذلك النظام وجوهر الرابطة بين دوله الأعضاء ولا شك أن المنظومة العربية كلها تزدهر ويشتد عودها عندما تحترم قيم وقواعد النظام العربى فالاستهانة بهذا النسق المستقر من القواعد والقيم يؤذي أمننا الجماعي، ويضعف لحمتنا وصورتنا أمام العالم هذه المنظومة الجامعة هي أعزُ ما نملك وهي ملجؤنا في وقت الشدة، وسندنا في زمن الرخاء، والأرض التي نقف عليها بثباتٍ فلا تميد من تحتنا.. فلنحافظ عليها، ونرعاها، وندافع عن قيمها الحاكمة وقواعدها الراسخة ذلك أن احترام القيم هو الضامن الوحيد لبقاء المنظومة واستمرارها بإذن الله.
