رئيس التحرير
عصام كامل

عبدالرحمن سالم يكتب: كارثة سد النهضة

فيتو

مما لا شك فيه أن مصر تتعرض للعديد من المخاطر والأزمات على مر تاريخها، ولكنها استطاعت أن تقف بالمرصاد لكل أعدائها وتتخطي كل الصعوبات لتصبح حرة أبية، ولكن دعنا نتحدث اليوم في شائكة من المخاطر التي تمر بها مصر الآن، فبدون تهويل أو تهوين "مصر في خطر".

وهذا الخطر هذه المرة يتعلق بسر حياة المصريين، فنهر النيل يعتبر الحبل السُري ومصدر الحياة لمصر والمصريين فلا وجود لهم بدونه، فمصر بدون النيل قاحلة، وهي في الواقع مجرد واحة في وسط الصحراء صنعها نهر النيل، لذلك فهي تدين بالوجود لنهر النيل فلا يوجد نهر في العالم يدين بكيانه ووجوده وحياة سكانه على ماء نهر كما تتوقف حياة مصر على نهر النيل الذي خلقه الله – سبحانه وتعالي - ليدر الخير على قاطنيها جيلا بعد جيل، ولذلك فإن نهر النيل منذ قديم الأزل يمثل أهمية كبيرة للمصريين الذي أطلقوا عليه قديما اسم " ايتورو عا ".

وكانت لمياه النيل أهمية كبيرة حتى في الطقوس الدينية، فكان الرب الرئيسي للمصريين القدماء وسط الأرباب التي ترتبط بنهر النيل وأطلقوا عليه " حابي " وكان يرمز بالخصب والعطاء ووفرة الخير،حتى أن المصريين احتفلوا بعيد وفاءه حين بلغت ارتفاع مياهه 16 ذراعا، وتغني به الأدباء والشعراء على مر التاريخ والعصور ومن أشهر القصائد التي نسجها حديثا عظام الشعراء في حب النيل، قصيدة " شوقي " التي قال فيها :

هلا بعثتم لنا من ماء نيلكم **  شيئا نبل به أحشاء صادينا

كل المناهل بعد النيل آسنه ** ما أبعد النيل إلا عن أمانينا

وذلك فإن النيل يمثل الخط الأحمر للمصريين لا يستطيعون العيش بدونه فكما ذكرنا أنه "سر حياتهم ووجودهم "، وهذا الخطر الجديد الذي تعرضت له مصر ومازالت تتعرض له في الآونة الآخيرة يأتي هذه المرة من الجنوب وتحديدا من دولة إثيوبيا التي تقوم حاليا بإنشاء سد للمياه على سر حياة المصريين – النيل الأزرق - الذي يُعرف إعلاميا باسم " سد النهضة.
الجريدة الرسمية