رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. يوسف أسامة: القمامة تحاصر باب التوفيق بالقاهرة الفاطمية

فيتو

قال الباحث الأثري يوسف أسامة، إن باب التوفيق بالقاهرة الفاطمية يعاني من الإهمال الشديد، والذي يقع بالضلع الشرقي للقاهرة الفاطمية خارج السور الشرقي للقاهرة، مشيرا إلى أن القاهرة كانت لها 8 أبواب في عصر المعز لدين الله الفاطمي بناهم جوهر الصقلي.


وأكد يوسف أسامة، أن جوهر الثقلي بنى بابين في الضلع الشرقي للقاهرة وهما باب البرقية الذي يبعد عن جامعة الأزهر بنحو 200 متر وباب القراطية، مشيرا إلى أنه في العصر الفاطمي الثاني بنى الأرميني بدر الجمالي باب التوفيق وهو من نفس عصر باب زويلة وباب النصر وباب الفتوح الذي بناهم بدر الجمالي أيضا.

باب التوفيق المعروف بباب البرقية بالدراسة، هو أحد أبواب القاهرة الخارجية في سورها الشرقي الثاني بناه أمير الجيوش بدر الجمالي وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله عام 480هـ /1087م لتحصين القاهرة ضد الغزوات الخارجية.

وقام بدر الجمالي بإنشاء السور الشرقي الثاني موازيا للأسوار والأبواب الأولى التي بناها القائد الفاطمي جوهر الصقلي عام 358ه/969م على عهد أول الخلفاء الفاطميين بالقاهرة المعز لدين الله.

وكان جوهر فتح في سوره الشرقي الأول بابين أحدهما عرف بباب البرقية نسبة إلى جماعة من الجنود أتوا من برقة مع جيش جوهر في حملته لفتح مصر سكنوا عند الباب فعرف بهم، والباب الثاني في هذا الضلع عرف بباب القراطين وعرف كذلك لأنه كان يوجد بجواره سوق للغنم وكان يجلس عنده القراطون الذين يبيعون القرط وهو البرسيم.

ويذكر الدكتور عبد الرحمن زكي في موسوعة مدينة القاهرة في ألف عام "وقد عرف باب البرقية الذي بناه جوهر بباب الغريب لوقوعه شرقي جامع الغريب على بعد نحو عشرين مترا" ويقع جامع الغريب الآن بداخل جامعة الأزهر "آثر رقم 448".

وعرف الجامع بالغريب نسبة إلى الشيخ المعتقد –أي الذي يعتقد الناس في صلاحه- سيدي محمد الغريب" بالتصغير مع تشديد المثناة التحتية" صاحب الضريح المعروف به هناك كان صاحب كرامات وخوارق رحمه الله، وعرف جامع الغريب ذاته بجامع البرقية لمجاورته لباب جوهر المعروف بباب البرقية.

وكما عرف باب البرقية بباب الغريب عرف أيضا ببوابة الخلاء ذلك لأنه كان يفضي إلى خارج المدينة وإلى الصحراء، ظل باب البرقية الفاطمي الأول قائما حتى عام 1934م وكان مسجلا كأثر برقم 551، وكانت مصلحة التنظيم طلبت من لجنة حفظ الآثار العربية فك هذا الباب ونقله إلى مكان آخر من أجل مشروع الجامعة الأزهرية وقد استقر الرأي بعدها على هدم الباب المذكور عام 1936م وحل محله مباني الجامعة الأزهرية الجديدة.

قام بدر الجمالي وزير الخليفة الفاطمي المستنصر ببناء سور آخر للقاهرة ووسع في رقعة السور من جهة الشرق نحو ثلاثين مترا وجعله من الحجر المنحوت المصقول السطح المثبت في مداميك منتظمة ليكون أوفى بأغراض الدفاع عن القاهرة، أطلق بدر الجمالي على بابه بالسور الشرقي اسم "باب التوفيق" وسجل على بابه النص التأسيسي (بعز الله العزيز الجبار يحاط الإسلام وتنشأ المعاقل والأسوار رأى إنشاء هذا باب التوفيق والسور المحيط بالمعزية القاهرة المحروسة حماها الله فتى مولانا وسيدنا معد أبي تميم المستنصر بالله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه الأكرمين السيد الأجل أمير الجيوش سيف الإسلام ناصر الإمام كافل قضاة المسلمين وهادي دعاة المؤمنين ابى تميم بدر المستنصري... بدأ عمله في محرم سنة ثمانين وأربعمائة للهجرة الحنيفية).

وبالرغم من نعت باب بدر الجمالي بالنص التأسيسي "باب التوفيق" إلا أنه عرف كذلك بباب البرقية وهو الاسم الذي يقابله في سور جوهر الصقلي كما عرف كذلك باسم باب الغريب الذي ارتبط بالباب القديم.

الجريدة الرسمية