رئيس التحرير
عصام كامل

المسلمون في بورما


ربما يعتقد كثيرون أن عدد مسلمي الروهينجا في ميانمار قليل جدا بحسب ما يتردد عن كونهم أقلية مسلمة وسط محيط بوذي مسيحي، وربما لا يعلم كثيرون أن الإسلام موجود هناك من خلال التجار العرب الذين استوطنوا هذه المناطق منذ قديم الزمن، ونشروا الإسلام في ربوعها من خلال هذا الدين السمح الذي يحفظ حقوق جيرانه، ويسعى للسمو والارتقاء بالإنسان من خلال المبدأ الإسلامي "الدين المعاملة" الذي حقق الكثير من الإيجابيات لصالح هؤلاء التجار الذين نشروا هذه المفاهيم واستطاعوا إخضاع هذه المجتمعات لا بسلطان السيوف- كما يعتقد الكثيرون من الأوروبيين بل وحتى بعض المسلمين الذين يعتقدون أن الإسلام انتشر في أوروبا بحد السيف- وهو تصور صحيح ظاهريا إلا أنه يغفل أن التجار المسلمين هم من فتحوا أسواق شرق آسيا عن طريق التجارة وهم من نشروا الإسلام هناك.


ومع بزوغ فجر الاستعمار وقعت ميانمار تحت الاحتلال الإنجليزي الذي فعل بها كما فعل غيرها من المستعمرات إذ أجج النزاعات العرقية والطائفية والصراعات المذهبية، مما كان له أكبر الأثر في نشوء تجاذبات ومشكلات طائفية بينهم وبين غيرهم من أصحاب الديانات الأخري من البوذيين والسيخ والمسيحيين بل وحتى اللادينيين.

ومؤخرا ظهرت هذه النزاعات إلى السطح وباتت حديث وسائل الإعلام التي بدأت تنفخ في نيران هذه النزاعات حتى أصبح العالم مهددا بحرب كونية بسبب النزاعات الدينية التي بدأت في الظهور في العديد من دول العالم، وأصبحت الجماعات المتشددة ليست قاصرة على ديانة واحدة بل جميع الديانات وصرنا نسمع عن الجماعات المتشددة المسيحية في ألمانيا والبوذية في ميانمار والهند والجماعات الإسلامية في الوطن العربي وصرنا جميعا على فوهة بركان ربما لا نستطيع النجاة منه إلا بوأد الفتنة لعن الله من أيقظها.
الجريدة الرسمية