تأديب السوهاجية
تمكن الشيطان من أهالي نجعي خميس والغرايزة بسوهاج على إثر خلاف بين العائلتين الأكبر على تسمية النجع، حيث تمسك الطرف الأول بأن يكون اسم النجع "نجع خميس" في حين أصر الطرف الثاني أن يكون النجع "نجع الغرايزة".. بدأت المشكلات باشتباكات بالأيدي.. تطورت إلى استخدام العصى والنبابيت.. ثم تطور آخر بالخرطوش.. ثم بالبنادق الآلية.. وكل ذلك لم يحدث بين يوم وليلة بالطبع.
كانت قوات الشرطة على علم بما يدور ولم يكن خافيا على الجميع أن مثل هذه الأمور تتطور سريعا وأن التدخل السريع من شأنه وأد الفتنة.. الذي حدث أن السيد المحافظ اعتبر نفسه من بنها والسادة أعضاء البرلمان "ادوها الطرشة"، والأمن في مثل هذه الأمور ينتظر حتى تصفي الخلافات نفسها بنفسها، فيموت من يموت ويصاب من يصاب، ثم تتدخل القوات وكأننا في غابة.
تدخل أمس عقلاء القوم وأبرموا اتفاق نوايا حسنة بين الطرفين بموجبه يتم الصلح بين الطرفين وتأخذ القضايا العالقة مجراها فيما جرى من إصابات بين الطرفين.. ابتهل الناس بالسلام الذي عم ووصلت أخبار معاهدة السلام إلى الأطراف المقبوض عليهم، والتقوا في الحجز وتصالحوا فيما بينهم إلا أن الحكومة ارتأت غير ذلك، وقررت النزول إلى أرض الملعب وبقوة.
فوجئ أهالي النجعين ظهر اليوم بقوات أمنية تحرس البلدوزرات وتجوب النجعين تهدم البيوت على رءوس أصحابها وتصادر الموتوسيكلات والتروسيكلات والتكاتك في واحدة من معارك إثبات الذات، وكأن الدولة أرادت أن تقول وبأعلى صوت "نحن هنا"، دون أن تدرك أن عمليات التأديب والتهذيب غير القانونية من شأنها أن تخلف مرارة في النفوس، وتدفع المواطن دفعا إلى فكرة اللا انتماء.
بيوت الناس ملك لهم، ابتنوها بعرقهم، وأموالهم، ومدخراتهم، وإن كان هناك من أخطأ فإن السيد المحافظ والسادة نواب الشعب والمجالس المحلية وأئمة المساجد، كلهم أخطأوا، عندما تركوا الأمر يصل إلى محطة إطلاق النيران، أما قوات الشرطة وبلدوزرات المحافظة، فإنها أصبحت صاحبة أكبر جريمة فيما حدث.