كمال الجنزوري.. التنمية خطط وأرقام لا تكذب
الجزء الأول
ما بين كل وزراء مصر كان كمال الجنزوري ( ١٩٩٦ : ١٩٩٩) مبدعًا في التنمية ولم يكن مجرد موظف تكنوقراط بقدر ما كان فيلسوفًا ومفكرًا صاحب رؤية وفكر لصياغة تنمية مستدامة فكان هو المصري الأكثر إخلاصًا لوطنه لأنه أتقن عمله بالتخطيط والإصرار وليس بالشعارات المطاطة فأصبحت التنمية واقعًا وليس كلام مؤتمرات، ولسنوات عديدة تالية عاشت مصر على دفعة التنمية التي حققتها وزارته.
كان الجنزوري يدرك أن العمل المثمر يسبقه فكر استراتيجي علمي يضمن له النجاح بدءًا من التخطيط السليم ثم التنفيذ المتقن والرقابة إلى تحقيق هدف المصالحة بين الشعب والحكومة ومن خلال الحفاظ على المال العام إلى تعظيم قيمة الإنتاج وتوفير البنية التشريعية السليمة ثم تطبيق القانون وإنفاذه ولم يغفل التعليم والصحة كمحاور للتنمية البشرية كما أدرك أثر البعد البيئي وأخيرًا التوسع في الرقعة السكانية.
لن تستوعب هذه المقالة فكر ورؤية وإنجازات هذا الرجل الوطني التي تحتاج إلى مجلدات ولكن الأرقام التالية ستوجز وتتحدث:
١- معدل الناتج المحلي وصل الي٦٪ في ٩٨ / ٩٩ رغم أنه كان ٤.٧٪ في ٩٤/ ٩٥ وانخفض بعد رحيل الجنزوري إلى ٤.٢٪ في ٢٠٩٣/ ٢٠٠٤
٢- متوسط دخل الفرد وصل إلى ١٤٣٣ دولارا في ٩٨ / ٩٩ وكان ١٠٣١ في ٩٤/ ٩٥ ثم انخفض إلى ١٠٥٩ في ٢٠٠٣/ ٢٠٠٤
٣- انخفض معدل التضخم إلى ٢.٩٪ في ٩٨ / ٩٩ وكان ٩.٣٪ في ٩٤/ ٩٥ ثم عاد للارتفاع في ٢٠٠٣/ ٢٠٠٤ إلى ١١.٢٪
٤- معدل البطالة ٧.٩٪ في ٩٨ /٩٩ وكان ١١.٨٪ في ٩٤/ ٩٥ ثم ارتفع إلى ١٠.٥ ٪ في ٢٠٠٣/ ٢٠٠٤
٥- استقرار سعر الصرف للجنيه المصري عند ٩٥: ٩٩ عند ٣٣٩ قرشا، ولكن انخفض إلى ٦٢٢ قرشا سنة ٢٠٠٣/ ٢٠٠٤
٦- الاحتفاظ بزيادة الدين المحلي الحكومي في حدود ٨: ١٠ مليارات سنويًا ليصل إلى ١٤٧ مليار جنيه، ولكنه قفز في ليصل إلى ٢٩٢ مليار في ٢٠٠٣/ ٢٠٠٤ بزيادة سنوية ٢٩ مليارًا
٧- انخفاض نسب عجز الموازنة للناتج المحلي إلى ٣.٢٪ في ٩٨/ ٩٩، وكانت ٨.٩٪ في ٩٤ /٩٥ ثم عاد للتصاعد إلى ٦.٣٪ في ٢٠٠٣/ ٢٠٠٤
التنمية حرية.. كما قالها أمارتيا صن ولن يتحقق استقلال القرار الوطني إلا بالتنمية الحقيقية على أيدي رجال شرفاء أصحاب رؤى أفنوا حياتهم نحو رفعة أوطانهم.. وللحديث بقية.