«محمود عزوز».. رحلة شاب من الفيوم إلى الموت في صحراء ليبيا
تعيش قرية تطون التابعة لمركز إطسا بالفيوم على نهر من الأحزان، بعد أن اعتاد شبابها وحتى أطفالها على ركوب البحر طمعا في الوصول إلى شواطئ إيطاليا، وكثيرون منهم يبتلعهم البحر وقليلون هم من نجوا ووصلوا للهدف المنشود، ويستيقظ أهل القرية يوميا على خبر وفاة شاب من الراغبين في ركوب البحر، حتى أصبح خبر الموت في القرية من عادات الحياة اليومية.
.. محمود عبدالعليم عزوز معوض أحد الضحايا الـ13 الذين عثرت عليهم السلطات الليبية مدفونين تحت الرمال، واحد من الشباب الذين رغبوا في التغلب على الأمواج للوصول إلى شواطئ أوروبا، لكن قدره كان أسرع من خطاه، وحتى اللقاء مع عمه حميدة محمود معوض لم يكن أحد من عائلته أو من القرية بأكملها يعرف أن روحه صعدت إلى بارئها، وصدم أفراد الأسرة بعد علمهم أن محمود لم يصل إلى شقيقه في إيطاليا ولم تبتلعه الأمواج هذه المرة، بل غاص في رمال ليبيا.
وأكد عمه أن محمود شقيق لشابين أحدهما في دولة إيطاليا كان محمود سيلحق به هناك، والثاني ما زال يعيش بقريته، كما أن له 3 شقيقات كلهن متزوجات ولهن أسرهن وحياتهن المستقلة، أما والده فتوفي عن منذ زمن بعيد، وما تزال والدته على قيد الحياة، ولا تعرف خبر وفاته حتى كتابة هذه السطور.
وطالب عم الضحية أن يجد من يتواصل معه من المحافظة أو مديرية الأمن للوصول إلى جثمان محمود، حتى يتمكن من دفنه في مقابر العائلة وتقبل العزاء فيه.
يذكر أن محمود من قرية تطون التابعة لمركز إطسا بالفيوم، ويبلغ من العمر 22 سنة، وغير متزوج، ترك أرضه الزراعية التي تملكها من ميراث والده ليسافر إلى ليبيا، وكان يعتزم استكمال السفر منها إلى إيطاليا.
وكان الجيش الليبي قد أعلن أمس الجمعة عن العثور على 13 جثة لمصريين في منطقة طبر،ق لقوا حتفهم أثناء هجرتهم غير الشرعية من بينهم أحد أبناء الفيوم.