رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. معاناة أهالي كفر الشيخ من السحابة السوداء «تقرير»

فيتو

بدأ موسم حصاد محصول الأرز بكفر الشيخ وبدأت معه السحابة السوداء التي اعتادها أهالي المحافظة في هذا الوقت من كل عام، وسط حالات من الترغيب تارة والترهيب تارة من المسئولين لإقناع المزارع بعد حرق القش، فتوعدوه بالغرامات، وأيضا الحبس، ووعدوه أيضا بشراء القش منه واستغلاله في إنتاج أشياء مفيدة كالسماد وغيره.


ولكن يبدو أن كلا الطريقتين فشلتا في إقناع الفلاح بعدم حرق قش الأرز، واستمر في منهاجه الذي تربى عليه، ووجد آباءه وأجداده يصنعون.

فشهد رافد الطريق الدولي الساحلي "كفر الشيخ - بلطيم" سحابة سوداء؛ نتيجة لإشعال المزارعين النيران في قش الأرز، مما حجب الرؤية جزئيًا، وأيضا غطت الأدخنة الكثيفة المنبعثة من حرق قش الأرز سماء طريق "أبشان - الكراكات"، وذلك في الأراضي الزراعية المتاخمة للسكة الحديد بمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، في تحد صارخ لوزارة البيئة وتصريحات اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ بمنع حرق قش الأرز.

وقال "م. أ. ع"، المزارع بقرية إبشان التابعة لمركز بيلا، أن القرية والعزب التابعة لها التي يبلغ زمامها نحو 4 آلاف فدان مزروعة بالأرز، تريد أن تنهي سريعا حصاد المحصول لتنظيف الأرض والبدء في زراعة المحصول الشتوي، وحرق قش الأرز هو الوسيلة المتاحة للتخلص منه وأيضا تنظيف الأرض، لافتا إلى أنه لم يقم أحد من مديرية الزراعة أو المحافظة بالتواصل معه لشراء القش منه أو اقتراح أي مبادرة للاستفادة منه، قائلًا: «كلام المسئولين حبر على ورق».

وأضافت "ع. أ. د" مزارعة بالكراكات، إن المزارعين يحتاجون إلى إخلاء الأرض فور انتهاء حصاد الأرز مباشرة؛ ليتسنى لهم البدء فورًا في زراعة المحاصيل الشتوية، من برسيم، وفول، وبنجر، بالإضافة إلى أن معظم المزارعين يريدون زراعة الطماطم في الموسم الحالي، ما يستلزم أن تغرس البذور خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، ونظرًا لعدم توافر المكابس، اضطر المزارعون إلى حرق القش داخل الأرض، في محاولة لتقليل الخسائر التي ستلحق بهم نتيجة التأخر في زرع البذور الجديدة، مشيرة هي الأخرى إلى عدم اهتمام المسئولين في الزراعة أو البيئة بحرق قش الأرز، قائلة: «لو كانوا عايزين يحلوا المشكلة كانوا خلصونا منه».

وأوضح "م. ر. ش" أحد المزارعين، أن حرائق قش الأرز بصورة كبيرة؛ بسبب عدم توافر المكابس، وكبر مساحات الأراضي التي يمتلكها المزارعون، حيث تصل ملكية الفرد الواحد إلى 5 أفدنة، لافتًا إلى أن والدته تمتلك مساحة من الأرض مزروعة بالأرز، ولم تجد مكبسًا للتخلص من القش حتى الآن.

من جانبه فقد أرجع على رجب نصار، نقيب الفلاحين بكفر الشيخ ووكيل النقابة على مستوى الجمهورية، حريق الفلاحين لقش الأرز إلى نقص أعداد مكابس قش الأرز، بالإضافة إلى انعدام دور الإرشاد الزراعي في التوعية بخطورة أعمال الحرق، ما يصعب من مهمة القضاء على الظاهرة.

وأضاف نصار خلال تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أنه من المفترض أن يتم التنسيق بين وزارتي الزراعة والبيئة لتوزيع المكابس على المزارعين بشكل أسبوعى؛ لضمان عدم ترك المزارعين عرضة للتخبط.

وكان محافظ كفر الشيخ، أصدر بيانا، منذ بدء موسم الحصاد حذر فيه الفلاحين، مؤكدا أن كفر الشيخ ستكون بلا سحابة سوداء خلال عام 2017، لافتًا إلى أنه سيساعد الفلاحين في استغلال قش الأرز، عن طريق تحويله إلى سماد، أو كبسه، واستغلاله كأعلاف للماشية؛ ليستفيد منه الفلاح بالمجان، موكدًا أن من يحرق قش الأرز يواجه بالقانون والغرامة في انتظاره، وهو ما لم يلتفت إليه الفلاحون، ضاربين بتحذيرات المحافظ عرض الحائط.
الجريدة الرسمية