رئيس التحرير
عصام كامل

مآسي مرضى الفشل الكلوي في قصر العيني.. محمد: بغسل كل 3 أيام.. محمود: الميه الملوثة هتموت مراتي.. مصدر: نقص الفلاتر يهدد بنقل فيروس سي.. عامل: مفيش أماكن فاضية.. والمدير: الوحدة تحت الإصلاح

فيتو

«مرضت فأرواح الصّحاب كئيبة بها ما بنفسي.. ليت نفسي لها فدى».. كلمات قالها الشاعر إيليا أبو ماضي في وصف المرض وتأثيره على المريض، وتنطبق على مرضى وحدة الكلى والديلزة «وحدة الملك الفهد» بقصر العيني، فاجتمعت على نزلاء الوحدة آفات الفقر والمرض وضيق الحال، وقد عايشت «فيتو» معاناة المرضى بالوحدة.


مأساة عم محمد
أمام وحدة كلى، جلس «عم محمد» رجل فقير في العقد الرابع، ينتظر دوره في غسيل الكلى، قائلًا: «بغسل كلي هنا كل ثلاثة أيام، باجي هنا بعد الضهر».

مأساة يحكيها عم محمد الذي أصيب بفيروس سي بسبب غسيل الكلى، ساعات طويلة من الألم يقضيها هذا الرجل في جلسات العلاج، مضيفًا: «كنت بغسل في مركز خاص ماكانش نظيف، مفيش فصل في الأجهزة بين مرضى فيروس سي ومرضى كلى».

يستكمل «عم محمد» قصته والحسرة تبدو عليه، فقد أصبحت حياته بين عمله وجلسات العلاج والألم والذهاب والإياب من قصر العيني إلى منزله، مستطردًا: «منهم لله، اضطريت اطلع قرار علاج على نفقة الدولة عشان اغسل هنا، باجي كل مرة من القليوبية لحد قصر العيني، المشوار البعيد عليا»، متابعًا: «وحدة الكلي هنا أحسن من غيرها بالرغم النقص في الأدوية وكل حاجة».

فشل كلوي
لم تختلف قصة «محمود» عن قصة «عم محمد»، فيؤكد «محمود» أن زوجته تغسل بالوحدة كل ثلاثة أيام، ويسكن هو بضواحي القرى الفقيرة في الجيزة، وقد أصيبت زوجته بالفشل الكلوى بسبب المياه الملوثة، ليجد «محمود» نفسه في دائرة البحث عن قرار علاج على نفقة الدولة، وبعد عدة أشهر نجح أخيرا في استخراج القرار بشق الأنفس.

وقال: «باجي الوحدة مع مراتي كل 3 أيام، بستني هنا على سلم أو على الرصيف لحد ما هي تخلص، الوحدة مش بتدخلني معها».

العلاج على نفقة الدولة
ولا يوجد أصعب من الانتظار لكنه أصبح أمرا اعتياديا لمرضى الفشل الكلوي، وتبدأ المعاناة من استخراج قرارات العلاج على نفقة الدولة ثم يحصل على موافقة الوحدة ليغسل بها، لينتظر كل مريض دوره لساعات طويلة ثم يجلس ساعات أطول.

ويؤكد عامل وحدة الكلى أن الوحدة كاملة العدد، ولا يمكنها قبول أي مرضى آخرين، وأن هناك مستشفيات تعليمية مثل أحمد ماهر يمكنها استقبال المرضى، قائلًا: «مفيش مكان وحاليا، وصعب نقبل حد تاني».

مكافحة العدوى
تعد إجراءات مكافحة العدوى والسلامة من أهم الإجراءات التي يجب مراعاتها في المستشفيات، وخصوصا وحدات الكلى منعا لانتقال عدوى فيروس سي بالوحدة، إلا أن وحدة الكلي كانت إحدى الوحدات التي تسببت في نقل عدوى فيروس سي للمرضى في واقعة إهمال العام الماضي، ما تسبب في إصابة 19 مريض فشل كلوي بفيروس سي.

طبقا لدليل إرشادي مبسط عن مكافحة العدوى في مستشفيات جامعة القاهرة، والذي أصدر في مايو 2013، فإن الوحدة ملزمة بتوفير قفازات معقمة ولا تستخدم إلا لمرة واحدة، وتستخدم عند حقن المريض، كما تستخدم لوقاية العاملين في منشآت الرعاية الصحية من التعرض بشكل مباشر مع الدم، كما أنه لا بد من تغيير القفازات بعد التعامل مع أحد المرضى، والانتقال إلى مريض آخر.

وتعتبر القفازات المستخدمة مصدرًا للعدوى، ويؤكد الدليل على ضرورة استخدام رول التعقيم واللاصقات الطبية لمرة واحدة واستخدام المستلزمات الطبية لمدة واحدة.

نقص المستلزمات
وقد أكد مصدر مسئول بالوحدة رفض ذكر اسمه، أن الوحدة تعاني نقصا شديدا من المستلزمات، وهو كارثي، فالوحدة بها نقص في القفازات المعقمة، كما يوجد نقص في رول التعقيم واللاصقات الطبية، مضيفا أن الوحدة تستخدم الكثير من اللاصقات الطبية بعد توصيل المريض بجهاز الفشل الكلوي.

أوضح المصدر أن النقص في الوحدة كبير وخطير، وقد يهدد بنقل العدوى من مريض إلى آخر، ويشمل أيضا أجهزة الغسيل الكلوى، مؤكدا أن الوحدة تستخدم أجهزة الغسيل القديمة كقطع غيار للأجهزة العاملة داخل الوحدة وهو شيء خطير.

وأكد المصدر أن الوحدة تعاني أيضا نقصا في فلاتر أجهزة الغسيل الكلوي، لكن النقص تم تداركه من خلال تبرع أحد فاعلي الخير بفلاتر مجانا ولكنها عاجلا أو أجلا ستنفد.

الوحدة تحت الإصلاح
فيم قال الدكتور أحمد صبحي، مدير عام مستشفيات جامعة القاهرة، إن وحدة الكلى والديلزة بقصر العيني تحت التجديد حاليا، موضحا أن الوحدة تجدد حاليا ومنذ شهر مضى.

وأضاف «صبحي» أن أزمة نقص الفلاتر مشكلة عامة، وليست في قصر العيني وحده، مؤكدا أن شركات الأدوية والمستلزمات الطبية رفضت توريدها بسبب تحرير سعر الصرف وهو ما سبب ارتفاع الأسعار.

وأوضح أن مستشفى قصر العيني استطاع التغلب على هذه المشكلة بمساعدة وزارتى الصحة والتعليم العالي.
الجريدة الرسمية