رئيس التحرير
عصام كامل

فيروس الطائفية وغياب العلاج


رأينا تلك الأحداث المؤسفة التى حدثت فى محيط الكاتدرائية والتى كانت بمثابة سابقة أولى من نوعها كما رأى العديد من المحللين من غير الأقباط أيضاً .. وقد كانت هذه الأحداث على خلفية أحداث الخصوص التى تعددت فيها الأسباب .


كانت أسباب أوضحتها تصريحات شهود العيان بأنها لم تكن كتلك التى ذكرت مع اندلاع الأحداث والاعتداء على الكنيسة وحرق الحضانة .. وعلى الرغم من أن الأحداث قد تبدو فى ظاهرها لأسباب اجتماعية كما ذكر شهود العيان، وهى تتمثل فى المعاكسات والمناوشات والاحتكاك من قبل بعض البلطجية بهذه العائلة ذات التاريخ فى المنطقة، إلا أن من روى الأحداث أثبت أن ذلك السبب (القاسم المشترك ) والذى يطل برأسه القبيح علينا دائماً كان بسبب أحد دور العبادة المسيحية، وتضرر بعض الجيران منها، أى أن هناك عباءة طائفية أو أسباب وجذور طائفية قد بدأت تنبت وبعد ذلك تأتى بقية الأحداث الأخرى التى تصل إلى مرحلة الذروة فى الأحداث التى تطلق عليها بالطائفية ..

فهناك دائماً خلفية ذات طابع طائفى وذلك هو الجديد الذى يجب أن نلتفت إليه، وأن نحدد على أساسه العلاج ولا نكتفى فقط بالقول بأننا نسيج واحد، وذلك صحيح ولكن لابد أن نراعى المتغيرات التى من حولنا، وأن نعرف أن المجتمعات كالإنسان تمر بمراحل تطور، وكما أن الإنسان عرضة لالتقاط الأمراض المعدية أى العدوى ولغزو الفيروسات لجسمه ..

هكذا المجتمعات والدول فهى كالكائن الحى .. هى عرضة للإصابة والتأثير بما يحيط بها فى المجتمعات الأخرى.. ومصر الآن قد تعرضت للإصابة بفيروس الطائفية المميت وذلك منذ عدة سنوات ليست بالطويلة .. من هنا فإن عدم الاكتشاف المبكر لذلك المرض سوف يصبح أحد الأسباب فى تفاقمه ..

كما أن العلاج الخاطئ يمكن أن يؤدى إلى حدوث نتائج سلبية إن لم تكن كارثية .. فالطائفية أو فيروس الطائفية ليس علاجه جلسات الصلح وليس أيضاً البعد الأمنى وحده، ولكنه علاج اجتماعى يتعلق بالنشأة والتربية وإصلاح وعلاج نظام القيم الاجتماعى الذى تغير وتهرأ ونحن لا نريد أن نعترف بذلك وندفن رؤسنا فى الرمال " كالنعام".

الطائفية فيروس قد ضرب مصر حتى وإن كان فى مراحله المبكرة، إلا أننا فيما يبدو لا نعرف كيفية العلاج وتلك هى الطامة الكبرى .

الجريدة الرسمية