بالفيديو.. أهالي الحطابة: نرفض ترك منازلنا.. رئاسة الحي هددتنا بالإزالة.. الدولة بتختبرنا عشان تعرف رد فعلنا.. ومحافظة القاهرة: المنطقة بها تعديات على حرم القلعة ونقل ساكنيها حماية لحياتهم
تعددت المآسي وظلوا صامدين، بين فقر ومعاناة تحاصرهم من جميع الجهات، على هامش الحياة يعيشون لاتذكر منطقتهم إلا عندما يذكر ما بجوار القلعة من مناطق أثرية قديمة، أو عند تسجيل أفلام أو مسلسلات لها علاقة بقلعة صلاح الدين وما جاورها، وهكذا تمر الحياة في منطقة «الحطابة» التي تقع على مساحة مايقرب من 35 فدانا بمحيط القلعة مباشرة من الجهة الشمالية.
طريق صعب
وإذا حاولت الوصول إلى تلك المنطقة، يصعب الأمر عليك لوجودها أعلى إحدى هضاب حي القلعة، ولا يوجد أي وسيلة مواصلات إليها، فأهالي المنطقة يستقلون سياراتهم الخاصة في نقل المواطنين وجلب احتياجاتهم، سويا كأسرة واحدة مترابطة الأواصر، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل هددت رئاسة الحي وهيئة الآثار الأهالي بإزالة المنطقة نظرا لاحتوائها على آثار لابد من استخراجها لصالح البلد «على حد قولهم».
«فيتو» التقت أهالي الحطابة الذين عرضوا رؤيتهم بشأن نقلهم منطقتهم إلى حي «الأسمرات» بالمقطم، فقال مصطفى أحد سكان المنطقة: «26 سنة من عمري أنا معرفش مكان تاني غير المنطقة دي، اتولدت هنا واتربيت هنا ودرست واشتغلت هنا، آجي دلوقتي اتفاجئ بإن الدولة عاوزة تخرجنا من هنا إزاي!.. الدولة بتختبرنا عشان تشوف رد فعلنا إيه خصوصا بعد أحداث جزيرة الوراق».
رفض تام
«فيتو» التقت أهالي الحطابة الذين عرضوا رؤيتهم بشأن نقلهم منطقتهم إلى حي «الأسمرات» بالمقطم، فقال مصطفى أحد سكان المنطقة: «26 سنة من عمري أنا معرفش مكان تاني غير المنطقة دي، اتولدت هنا واتربيت هنا ودرست واشتغلت هنا، آجي دلوقتي اتفاجئ بإن الدولة عاوزة تخرجنا من هنا إزاي!.. الدولة بتختبرنا عشان تشوف رد فعلنا إيه خصوصا بعد أحداث جزيرة الوراق».
رفض تام
وتساءل مصطفى: «ليه أمشي من بيتي ومنطقتي اللي عشت فيهم وأنسى أصلي وذكرياتي وهي أصلا مش عشوائيات وملكي عشان أروح اقعد في مكان أدفع فيه إيجار وأنا هنا مبدفعش غير الخدمات بس؟».
والتقط الحديث الحاج عبد الحميد، والذي أكد أنه عاصر الماضي والحاضر لمنطقة الحطابة، قائلًا: "لماذا تود الدولة خلعنا من أرضنا؟ وإزاي أبقى قاعد في بيتي ملكي وأوافق أني أتخلى عن دا وأروح لمكان هدفع فيه إيجار، وعيالي يركبوا مواصلات كل يوم بـ60جنيها، معاشي كله كام لدا كله؟».
بلدي القلعة
وقاطعت إحسان، حديثه لتضيف: «أنا لما بخرج بره المنطقة وحد يسألني بلدك إيه بقول أنا بلدي القلعة، أنا مبخفش على بناتي هنا بنام وبالي مرتاح، مطمنة عشان هما وسط أهلهم وكمان شغلهم هنا، إيه إلى يجبرني أسيب كل دا؟».
تمهيد للنقل
تمهيد للنقل
بدورها أكدت الدكتورة جيهان عبد الرحمن، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، في تصريحات لـ"فيتو"، أن أجهزة حي الخليفة ستبدأ حصر البيوت المتواجدة بمنطقة الحطابة خلال 10 أيام على الأكثر، تمهيدا لنقل الأهالي لمدينة الأسمرات بالمقطم، مشيرة إلى الحطابة من مناطق الخطورة الداهمة، فالبيوت بها منذ مئات السنين وتشكل خطورة على حياة قاطنيها، والإقامة بالمنطقة تعد على حرم «القلعة»، أي تعديات على منطقة أثرية.
وأضافت سيتم فتح حوار مجتمعي مع الأهالي قبل بدء عملية النقل والإزالة، مؤكدة أن هناك بعض المواطنين من أصحاب المباني المخالفة سيعترضون أعمال الإزالة، ولكن لن يتم التراجع للحفاظ على حياة المواطنين.
وأضافت سيتم فتح حوار مجتمعي مع الأهالي قبل بدء عملية النقل والإزالة، مؤكدة أن هناك بعض المواطنين من أصحاب المباني المخالفة سيعترضون أعمال الإزالة، ولكن لن يتم التراجع للحفاظ على حياة المواطنين.