رئيس التحرير
عصام كامل

جهاد الخازن: مصر صامدة وكلنا معها

الكاتب جهاد الخازن
الكاتب جهاد الخازن

سلط الكاتب جهاد الخازن الضوء على أزمة قطع المعونة الأمريكية عن مصر، كاشفا عن دور خفى لليهود في الأزمة القائمة بين البلدين وممارسة التحريض ضد القاهرة.


ولفت الخازن في مقالة له جاء تحت عنوان « مصر صامدة وكلنا معها» نشر اليوم، بصحيفة «الحياة» اللندنية، إلى اللعبة التي تمارسها وسائل الإعلام الأمريكية المملوكة أيضا لليهود ضد النظام المصري.

فإلى نص المقال

أرجو من القارئ أن يقرأ عنوانَي خبرين في «واشنطن بوست»، وأن يصبر عليّ أو معي.
- قرار قطع المساعدة لمصر كان تاريخيًا. الآن يبدأ العمل الصعب.
- ترامب أرسل إلى مصر إشارة صحيحة، لكنّ هناك مزيدًا يجب عليه أن يفعله.
«واشنطن بوست» كادت أن تفلس وباعها مالكوها اليهود إلى اليهودي جيف بيزوس، رئيس شركة أمازون. هي تنشر أخبارًا صحيحة، وأقرأ فيها تعليقات راقية إلا أنها تؤيد إسرائيل «على عَماها» وتضم كتّابًا ليكوديين وآخرين انتهازيين يعمون عن جرائم حكومة الاحتلال والقتل.
إسرائيل قتلت عشرات ألوف الفلسطينيين، والإرهابي بنيامين نتنياهو لا يزال يفعل، فلا أعود إلى التاريخ وإنما أسجل أن حربه على قطاع غزة في صيف 2014 قتلت 2200 فلسطيني بينهم 518 طفلًا، وأنه مستمر في القتل، ولكن بالمفرق، فبين يوم وآخر نسمع عن قتل شاب أو شابة ذنبهم مقاومة احتلال بلادهم.
فلسطين من البحر إلى النهر ولا آثار يهودية فيها إطلاقًا، غير أن الكونغرس الأمريكي يصوّت بالإجماع أحيانًا تأييدًا لدولة الجريمة، فأعضاء كثيرون يتلقون مالًا من اللوبي والجماعات الليكودية ليبقوا في الكونغرس ممثلين لإسرائيل قبل الولايات المتحدة.
الإدارة الأمريكية أوقفت 95.7 مليون دولار من المساعدة العسكرية لمصر وأخرت 195 مليون دولار آخر لأن مصر، وفق الزعم الأمريكى، لم تبدِ تقدمًا في احترام حقوق الإنسان والأساليب الديموقراطية.
هذا فجور، فمصر تواجه حربًا إرهابية من الدلتا حتى سيناء، وقد قتِل جنود ومدنيون، لكن الكونغرس لا يرى هذا وإنما يعمى عن جرائم إسرائيل.
أعتقد أن الكونجرس، لا الرئيس ترامب الذي هاتف الرئيس السيسي، وجد عذرًا لمعاقبة مصر بسبب علاقتها مع كوريا الشمالية. حسنًا، مصر وقعت اتفاقًا مع روسيا لبناء أول محطة نووية فيها، والرئيس عبدالفتاح السيسي دعا الرئيس فلاديمير بوتين إلى زيارة مصر لحضور بدء بناء المحطة. ماذا سيفعل الكونغرس غدًا؟ يقطع العلاقات مع روسيا، بعد أن أغلق لها مراكز ديبلوماسية لأسباب واهية؟ المحطة للاستعمال السلمي، فهذا ما قرأت عنها، لكن أرجو أن تكون الحكومة المصرية تفكر في الجانب العسكري للنشاط النووي ردًا على ما عند إسرائيل من ترسانة نووية.
ماذا فعل الرئيس السيسي لتبرر «واشنطن بوست» الإجراءات ضد مصر؟ مقال نشرته الجريدة يقول إنه استعمل طائرات هليكوبتر هجومية في ملاحقة المتشددين الإسلاميين في سيناء (لا تراهم إرهابيين)، وإنه أصدر قانونًا ينظم الجماعات غير الحكومية، وبعضها يتلقى مالًا من جماعات أمريكية، وإنه بحجة مكافحة الإرهاب اعتدى على حقوق معارضين وزعماء مدنيين وصحافيين.
عبدالفتاح السيسي ليس ابن عمي، لكن أنتصر له ضد ليكود أمريكا في «واشنطن بوست» وخارجها.
هو يرأس بلدًا محدود الموارد الطبيعية، فيه نحو مائة مليون نسمة، وأرض زراعية قليلة، ستزيد كثيرًا بعد بدء إنتاج محافظة الوادي الجديد، وأهم من ذلك سيكون هناك دخل كبير بعد بدء إنتاج الغاز من حقل ظهر في البحر الأبيض المتوسط.
ليكود أمريكا من كتّاب في الميديا واللوبي ودوائر البحث الإسرائيلية الهوى يفضلون أن يحكم الإخوان المسلمون مصر، لأنهم سيخربون ما بقي قائمًا من معالمها، ويدمرون بالتالي نصف الأمة، أو ذلك النصف الوطني الذي لا يزال أبناؤه يرفضون كل شيء إسرائيلي، حتى السياح، كما رأيت بعيني مع زملاء في «الحياة» من مكتب القاهرة.
مصر ستنتصر، وعصابة الشر الليكودي الإسرائيلي ستدفع الثمن.

الجريدة الرسمية