رئيس التحرير
عصام كامل

«هافينجتون بوست»: قطر تمارس انتهازية سياسية حيال تركيا

تميم بن حمد وأردوغان
تميم بن حمد وأردوغان

كتب مجيد رافي زادة، رئيس المجلس الأمريكي الدولي وعضو الغرفة الأمريكية-الشرق أوسطية للاقتصاد والتجارة، على موقع "هافينجتون بوست" أنه فيما تظهر قطر نفسها كحليف سياسي وإستراتيجي قوي لتركيا، فإن سياساتها حيال أنقرة تتسم بالتناقض، وهو ما قد يجرّ أنقرة إلى مستنقع أكبر ويعرض مصالحها الوطنية للخطر.


وحذر من أن هذه القضية يمكن أن تقوض إلى حد كبير المصالح الوطنية لتركيا وأن تعرض موقفها في المنطقة للخطر، ويلحق الضرر بالعلاقات الجيوسياسية والاقتصادية مع الدول العربية.

وأضاف: "يتعين على القادة الأتراك أن يدركوا أن أفعال قطر وسياساتها يمكن أن تؤثر سلبًا على نظرة الرأي العام العربي حيال أنقرة، وعلى سبيل المثال، كانت تركيا قبل الأزمة القطرية تتمتع بشعبية واسعة في صفوف الجماهير العربية التي رأت فيها نموذجًا سياسيًا، ومع ذلك، فإنه بعد الأزمة، بدا أن قطر قد نجحت إلى حد كبير في التأثير على الموقع المفضل لأنقرة.

انتهازية سياسية
وقال إن دولًا عدة في مجلس التعاون الخليجي قطعت العلاقات مع قطر متهمة إياها بدعم الإرهاب، ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قطر إلى التوقف عن رعاية الإرهاب، فيما تركيا تصر على أن علاقاتها مع قطر ليست مرتبطة بالأزمة الحالية. ويبدو أن الدوحة تتخذ موقفًا مختلفًا عن طريق الانتهازية السياسية. وتؤكد وسائل الإعلام القطرية الناطقة بالعربية والإنكليزية على العلاقات العسكرية والسياسية الودية مع أنقرة في محاولة لزيادة الفجوة السياسية بين أنقرة ودول عربية أخرى، والإخلال بموازين القوى لمصلحة قطر. وتعرض هذه الوسائل اجتماعات بين زعماء قطريين وأتراك.

استياء حيال تركيا
وفي رأي رافي زادة، فإن تباهي قطر بالتدريبات العسكرية مع تركيا تظهر أنها وحيدة إلى جانب الدوحة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى استياء حيال تركيا في أوساط أناس كثيرين في المنطقة.

وتساءل: "هل تستغل الدوجة عمدًا أنقرة من خلال توريطها في الأزمة وفي العدوات والتوترات الحالية؟"، فبينما تحاول تركيا إظهار الحياد في الأزمة القطرية، تصر الدوحة على إظهارها واقفة إلى جانبها لا إلى جانب دول مجلس التعاون الأخرى، وهذا ما يمكن أن يعرض للخطر المصالح الإقليمية الأوسع لتركيا في المنطقة ومع دول عربية أخرى، وإلى ذلك، لم تلعب قطر الدور الذي كان يفترض بحليف أن يلعبه.

ويعتقد كثيرون أنه إذا ما تمّ التمعن في المسألة عن كثب، فإنه سيصبح واضحًا أن الدوحة قد نظمت سياسة خارجية خاصة ومتناقضة نحو تركيا، من خلال توجيهها النقد لسياسات أنقرة، عبر منصات مختلفة بما في ذلك وسائل إعلام تملكها الدولة القطرية أو تلك الممولة من الدولة، لا سيما قناة "الجزيرة".

الإخوان
وأضاف رافي زاده أن نقطة خلاف بين تركيا وقطر هي جماعة الإخوان المسلمين. وتكرر تركيا انتقاداتها للجماعة والرئيس رجب طيب إردوغان دعا إلى دولة علمانية في مصر، مما أدى إلى استياء وانتقاد في صفوف الإخوان. ومع ذلك تقيم الدوحة علاقة جيدة مع الإخوان. واحد قادة الجماعة يوسف القرضاوي يتخذ الدوحة مقرًا له، ولديه برنامج على قناة الجزيرة "الشريعة والحياة" ينتقد فيه علمانية الحكومة التركية ويؤيد إقامة دولة إسلامية في تركيا.

كما أن الداعية الإسلامي وجدي غنيم المقيم في الدوحة هو من المؤيدين لاستعادة الخلافة في تركيا. كذلك فإن قناة الجزيرة لا تصف متمردي حزب العمال الكردستاني ب"الإرهابيين" كما تصفهم وسائل الإعلام التركية عمومًا. وتفضل الجزيرة استخدام تعبير "المتمردين" للإشارة إلى الحزب.

وخلص إلى القول إن على تركيا أن تدرك أن الانتهازية السياسية التي تمارسها قطر، تهدد شعبيتها في العالم العربي، وقد تعمّق الفجوة بينها وبين الدول العربية.
الجريدة الرسمية