وما أدراك ما الصين!!
بالصدفة البحتة قادتني قدماي للجلوس على إحدى مقاهي وسط البلد حتى أستريح قليلا من عناء الطريق، وهذا الزحام الغريب الذي تعج به المواصلات العامة، خصوصًا أوقات الصباح، حيث جلست لأتناول كوبًا من الشاي، وأثناء جلوسي وبالصدفة تنامى إلى أذني حديث جانبي يبدو أنه لبعض كبار المستوردين الذين كانوا يتحدثون عن هذا الشعب الذي لا يكل ولا يمل من العمل، وهذا البلد -الذي أصبح ليس حديث مصر فقط خصوصًا بعد زيارة الرئيس مؤخرًا له- بل الذي يعد من أكبر دول العالم من حيث عدد السُكان، وهي دولةٌ آسيويّة، تقع في الشرق من قارة آسيا.
تبلُغ مساحتها الكُلية أكثر من9 ملايين كم2، ويحكُمها الحزب الشيوعي الصيني، وتتمتع باقتصادٍ قويّ جدًا، وهي أحد أعضاء مجموعة العشرين التي تستحوذ على ثُلثي التجارة العالمية، وهي من أكبر الدول المُصدِّرة في العالم؛ وهي الدولة رقم واحد في أكبر ناتج محلي إجمالي، حيث تعتمد بشكلٍ كبير على صادراتها، ويبلغَ عدد سُكّانها أكثر من مليار و347 مليون نسمة، ويبلغ عدد القوميات فيها 56 مجموعة عرقية، وتضُم ديانات عديدة ومتنوّعة منها: البوذية، والمسيحية، والإسلام، والديانات الشعبية، والهندوسية، واليهودية، وديانات أُخرى، ولا دينيين.
وقد كان الحديث الدائر بين الجالسين حول جودة الصناعة الصينية التي يعتقد الكثيرون بحكم التجربة أنها من أردأ الصناعات، ولكن وباعتراف هؤلاء الجالسين فإن الصناعة الصينية ليست رديئة بدليل أن الماركات الصينية تباع في العديد من دول العالم بما فيها بعض البلدان الخليجية التي تعتمد على جودة المنتج قبل البحث عن السعر كما يحدث في مصر، وأصر الجالسون على أن الصناع الصينيون يستطيعون أن يصنعوا من الفسيخ شربات، وأنهم يستطيعون صنع كل شيء بدءا من الإبرة وحتى الصاروخ، وكما يقولون المصريون "وعلي قد الإيد" أيضا، حيث يذهب التاجر إلى هناك بالسلعة ويطلب مثيلها، وكلما كانت السلعة جيدة زاد سعرها والعكس..
وللأسف بعض التجار المصريين الجشعين يذهبون إلى هناك ويشترون منتجات رديئة الخامات وبأسعار بخسة جدا ويقومون بجلبها للمستهلك المصري الذي يلجأ لشراء السلع الرخيصة لعجزه عن شراء المنتجات ذات السعر العالمي لضعف دخله وقلة حيلته وأحيانا لبخله، ثم يعود ليشتكي من رداءة المنتج، ولا أعلم لماذا يسكت المسئولون في البلدين على مثل هذه الأمور، ولا يصارحون الناس بحقيقة هؤلاء الذين يبحثون عن الثراء السريع بخامات رديئة.