التطهير والعته السياسى
كنت شاهد عيان على جمعة تطهير القضاء التى نظمتها جماعة الإخوان المسلمين أمام دار القضاء العالى فأدهشنى كثيرا هذه الوقفة ورأيت شبابها ومليشياتها وكأنهم جنود فى معركة يرمون بالحجارة والمولوتوف من أعلى كوبرى السادس من أكتوبر وحالة الكر والفر والسحل والضرب التى أربكت البلد كلها.
لمن توجه نداء المتظاهرين؟ إلى حكومتهم ؟ فهذا يعنى أنهم يتظاهرون ضد أنفسهم. ليس هم بهذا الغباء ولكنهم يريدون حدوث فوضى فى البلد وحدوث اشتباكات.
فلا يهم من مات أو جرح أو سحل المهم عندهم هى الفوضى ولما الفوضى؟؛ لأنها ستتيح لهم إعادة تشكيل المؤسسات الهامة، ومن أهمها القضاء وكذلك فهم من يروجون الإشاعات وينفونها حتى تظهرهم أمام مؤيديهم بأنهم مستهدفون من الطوائف الأخرى وبذلك يضمنون دوام الولاء لهم.
شاهدت قناة الجزيرة وهى تصف شباب الإخوان وهم يُضربونَ ويُسحلونَ من شباب البلاك بلوك وتُظهر شباب الاخوان بالبراءة والسماحة، والطرف الآخر بالأشرار الذين لا يريدون الخير لمصر. نفس طريقة الإعلام الصهيونى الذى يظهر إسرائيل بالشعب المطحون من إرهاب الفلسطنيين.
الغريب لم يخرج أحد ليهدد إعلاميى الجزيرة ويصفهم بسحرة فرعون كما يفعلون مع كل قنواتنا الفضائية والتى يريدون تطهيرها على حد قولهم لا أدرى إيريدون شعب آخر يحكموه فيطهروا (يبيدوا) الشعب من أفراده المخالفين لمنهجهم.
والسؤال هنا، ما وضع حلايب وشلاتيم الجميع يؤكد أنه قد بدأ بها الاستثمار السودانى بحكم أنها أصحبت ضمن الأراضى السودانية كما أكد الإعلام والساسة فى السودان وأنا لا أعرف ما موقفها بالضبط لم يخرج من حكومتنا من ينفى كالعادة وكأنهم سيضعوننا أمام الأمر الواقع وسيناء للفلسطنيين فيصبح لا وطن ولا أرض للمصرين وهنيئا عزة وكل فلسطين لإسرائيل.
ويدهشنى كلما سمعت أحد من المنتسبين إلى التيار المسمى نفسه إسلامى أنه إذا سقط مرسى سنقدم شهداء بالملايين عن أى ملايين يتكلمون لا أفهم ومن سيقتلون؟ أى إسلام هذا الذى يقتل المسلمين بعضهم البعض ؟ أم هم لا يرونا مسلمين؟ والإخوة المسحيين ماذا سيفعلون بهم؟، نحن نعيش فى زمن العته السياسى. زحمة من التصريحات العنترية والمليونيات التى أصابتنا بالدوار والقىء والاكتئاب.
والغريب أن هناك من يدافع وبشدة وبصرامة عن كل ما يُصرح به من قبل تلك التيارات بلا تفكير بلا نقاش دفاع من أجل الدفاع.
فأصبحنا نعيش فى زمن الفتنة الطائفية والفتنة بين أصحاب الديانة الواحدة وانقسمت البلاد إلى عشرات الأقسام يتطاحنون فيما بينهم ولا أحد يعلم أو يستطيع أن يتكهن بالمستقبل القريب وما ستئول إليه أمور هذه البلد.
ولكننى أؤمن بأنها بداية النهاية للإخوان المسلمين فى كل بقاع العالم هم يعتبرون أنفسهم جماعة ولدت لتبقى ولكنهم لا ينظرون حولهم فكم ولدت جماعات وعاشت حين من الدهر وماتت بلا رجعة لاينظرون إلى الاتحاد السوفيتى وما آلت إليه الشيوعية فى العالم كله.
هم خرجوا من جحورهم لتحرقهم أشعة الشمس لأنهم تعودوا على سكن الجحور. تعاطف معهم أنصارهم على مدى ثمانين عامًا من بداية نشأتها ولكنهم عندما يصطدم تعاطفهم مع مصالحهم سيؤثرون المصلحة وستتحول العاطفة إلى نار فى قلوبهم تحرق الإخوان وستنتهى هذه الجماعة بلا رجعة ولكن بعد أن يحترق الكثير من أبناء الوطن معها وتحترق البلد.
لم يعد فى المنطقة العربية كلها جيش غير الجيش المصرى قد انهارت كل الجيوش والمؤسسات فى جميع الدول ولم يتبق غير مصر وجيش مصر وقضاء مصر فهل سيصير مصيرها كمصير الداخلية ومصير مصر كمصير كبقية الدول المجاورة. لكى الله يا مصر.