رئيس التحرير
عصام كامل

يوم رئاسي متميز في بكين.. السيسي يشارك في جلسة «الحوار مع الأسواق البازغة والدول النامية».. يبحث تعزيز التعاون الاقتصادي مع زعماء الصين وجنوب أفريقيا والهند.. ويلتقي رؤساء كبرى الشركات الصين

فيتو

شهد اليوم الرئاسي نشاطا مكثفا للرئيس عبد الفتاح السيسي بالصين، حيث شارك الرئيس في قمة تجمع "بريكس"، وألقى الرئيس كلمة خلال جلسة "الحوار مع الأسواق البازغة والدول النامية".


رؤية مصر
واستعرض الرئيس في كلمته رؤية مصر بشأن سبل تعزيز دور الدول النامية في النظام الاقتصادي العالمي، فضلًا عن سبل تطوير التعاون بين مصر ودول تجمع "بريكس"، وما تتيحه مصر من فرص استثمارية واعدة.

والتقى الرئيس السيسي، نظيره الصيني شي جين بينج، وعقد الزعيمان جلسة مباحثات بحضور وفدى البلدين.

الشراكة الإستراتيجية
واستهل "شي جين بينج" اللقاء بالترحيب بالرئيس السيسي في زيارته الرابعة إلى الصين، مشيرًا إلى أن ذلك يؤكد حرص الجانبين على تعزيز علاقات الشراكة الإستراتيجية التي تربط بينهما.

وأشاد الرئيس "بينج" بالنتائج الإيجابية والملموسة للجهود التي بذلتها مصر من أجل دفع عملية التنمية واستعادة الاستقرار، مؤكدًا دعم بلاده تلك الجهود وحرصها على تطوير العلاقات مع مصر في المجالات المختلفة.

وأكد الرئيس الصينى دعم بلاده "الدور المهم الذي تقوم به مصر على الساحتين الإقليمية والدولية"، مشيرًا إلى أنها تعد من أهم الدول العربية والأفريقية والإسلامية، منوهًا إلى ما تشهده مواقف الدولتين من توافق في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة فيما يتعلق بالحوكمة الاقتصادية العالمية وسبل تعزيز التنمية الاقتصادية العالمية.

تطوير البنية التحتية
وأعرب السيسي عن شكره لدعوة الرئيس الصيني لحضور اجتماعات قمة تجمع "بريكس" وما تعكسه من عُمق روابط الصداقة والشراكة الإستراتيجية القائمة بين البلدين، مشيرًا إلى الخطوات التي تقوم بها مصر لتطوير البنية التحتية حتى تسهم في تنفيذ مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني لدعم وتعزيز حركة التجارة العالمية.

وشهد اللقاء استعراضًا لعدد من الموضوعات الثنائية بين البلدين، وأعرب الرئيس الصينى عن ارتياحه للتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المشتركة على كل الأصعدة، مؤكدًا حرصه على تعزيز التعاون والشراكة بين مصر والصين لتتحركان معًا يدًا بيد نحو تحقيق النهضة الشاملة.

وأعرب الرئيس "بينج" عن شكره لتجاوب مصر مع مبادرة الحزام والطريق، وأكد حرصه على تشجيع الشركات الصينية على زيادة العمل في مصر، فضلًا عن مواصلة تطوير العلاقات المتميزة والوثيقة بين البلدين، في إطار احترام الأولويات الوطنية وعدم التدخل في الشئون الداخلية.

من جانبه، أشاد الرئيس بالشركات الصينية العاملة في مصر، ومساهمتها في حركة التنمية والتطوير، وخاصة في قطاعي (الكهرباء والنقل)، ودعا إلى مواصلة العمل على نقل التكنولوجيا الصينية إلى مصر والاستفادة من الخبرة الصينية المتميزة في العديد من المجالات.

المشروعات المشتركة
وشهد اللقاء استعراض عدد من المشروعات المشتركة بين البلدين والتقدم المحرز في تنفيذها، كما تمت مناقشة سبل زيادة التبادل التجاري وتشجيع دخول المزيد من الصادرات المصرية إلى السوق الصينية، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمارات الصينية في مصر في ضوء ما تتيحه من فرص واعدة، لا سيما في منطقة تنمية محور قناة السويس والمدن الجديدة الجارى إنشاؤها.

وتطرق اللقاء أيضًا إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين في إطار المنظمات والمحافل الدولية، فضلًا عن تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.

مراسم التوقيع
وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني "شي جين بينج"، مراسم التوقيع على اتفاق تعاون أمني بين وزارة الداخلية المصرية ووزارة الأمن العام الصينية، واتفاقية للتعاون الاقتصادى والفنى بشأن تخصيص الصين منحة قدرها 300 مليون يوان صيني لمصر لتنفيذ مشروع القمر الصناعى "مصر سات 2"، ومذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار والتعاون الدولى ووزارة التجارة الصينية بشأن تنفيذ مشروع القطار الكهربائى الذي سيربط مدينة السلام بالعاشر من رمضان وبلبيس.

والتقى الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودي ورحب الرئيس السيسي بالالتقاء برئيس الوزراء الهندى مجددًا عقب اللقاءات المتعددة التي جمعتهما، وأخرها خلال زيارة السيسي لنيودلهي في العام الماضى، مشيرًا إلى حرص مصر على تطوير علاقات التعاون مع الهند في جميع المجالات، بما يساهم في تعميق أواصر الصداقة والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين.

تعزيز التعاون
ومن جانبه، أشاد رئيس وزراء الهند بالزخم الذي شهدته العلاقات بين البلدين على مدى العامين الماضيين، مؤكدًا قوة علاقات الصداقة الوثيقة التي تربط بينهما، وحرص الهند على دفع وتعزيز التعاون مع مصر على الأصعدة المختلفة، خاصة في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية.

واستعرض السيسي خلال اللقاء برنامج النمو الاقتصادى المستدام الجارى تنفيذه، مشيدًا بوعى الشعب المصرى وتفهمه للأعباء الناتجة عن هذا البرنامج.

كما استعرض الرئيس المشروعات القومية الجارى تنفيذها، والإجراءات التي تم تبنيها لتشجيع الاستثمار في مصر، معربًا عن تطلعه لقيام مجتمع الأعمال الهندى بزيادة استثماراته في مصر.

الاستثمارات
وأكد رئيس وزراء الهند تثمينه للجهود المصرية في دفع عملية التنمية وتشجيع الاستثمار، والتي ساهمت في إقبال الشركات الهندية على العمل في مصر، حيث بلغ حجم استثماراتها نحو 3 مليارات دولار، كما أكد رئيس الوزراء الهندى أهمية تفعيل مجلس الأعمال المشترك، والعمل على زيادة التبادل التجارى والتعاون بين البلدين في المجال الاقتصادى.

كما أعرب الرئيس ورئيس الوزراء الهندى عن ترحيبهما بالتعاون القائم بين البلدين في عدد من المجالات وخاصة في مجال تدريب وتأهيل العمالة، كما أعربا عن حرصهما على تعزيز التعاون في المجالات التكنولوجية وبناء القدرات. واتفق الجانبان على عقد اللجنة الوزارية المشتركة من أجل الإعداد الجيد لزيارة رئيس الوزراء الهندي للقاهرة.

استمرار التشاور للتنسيق
كما تطرق اللقاء أيضًا إلى التنسيق القائم بين البلدين في المحافل الدولة، حيث أعرب الجانبان عن أهمية استمرار التشاور للتنسيق بين مواقف البلدين إزاء الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

والتقى الرئيس السيسي برئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، وأكد الرئيس السيسي في بداية اللقاء، حرص مصر على تطوير علاقات التعاون والتنسيق مع جنوب أفريقيا، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التعاون بين مختلف الدول الأفريقية، بما يرقى إلى مستوى التحديات التي تواجهها ويلبي طموحات شعوبها في تحقيق التنمية الشاملة والاستقرار.

"بريكس"
كما أكد الرئيس كذلك حرص مصر على تطوير التعاون مع دول تجمع "بريكس"، الذي يعد أحد أهم التجمعات على الساحة الدولية، معربًا عن أطيب تمنياته بنجاح جنوب أفريقيا في استضافة القمة المقبلة لدول التجمع.

من جانبه، أكد الرئيس زوما حرص بلاده على تعميق وتوثيق علاقات التعاون مع مصر، مشيرًا إلى دورها المحوري المهم في القارة الأفريقية وفي منطقة الشرق الأوسط.

كما أعرب رئيس جنوب أفريقيا عن حرص دول تجمع "بريكس" على تعزيز التعاون مع الدول النامية، لما يمثله هذا التعاون من فرصة لتحقيق المصالح المشتركة.

نشر قيم السلام
كما أكد الرئيس زوما، حرص بلاده على دعوة مصر للمشاركة في قمة العام المقبل، مشيرًا إلى الرغبة في أن يكون "بريكس" تجمعًا لنشر قيم السلام والاستقرار والتعاون المشترك.

واستعرض الرئيسان خلال اللقاء عددًا من الموضوعات الثنائية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكدا أهمية مواصلة العمل على تعزيز التبادل التجاري بين البلدين.

وأعربا في هذا الصدد عن دعمهما لمشروع إنشاء طريق القاهرة/ كيب تاون، بما يساعد في تنمية حركة التجارة بين البلدين ومع العديد من مختلف دول القارة الأفريقية.

اللجنة المشتركة
كما أكدا أهمية استئناف عقد اللجنة المشتركة بما يسهم في تطوير التعاون في المجالات المختلفة.

وناقش الرئيسان كذلك سبل تعبئة الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف الذي أصبح يمثل عائقًا أمام عملية التنمية.

وتطرق اللقاء إلى عدد من الملفات ذات الصلة بالقارة الأفريقية، حيث أعرب الرئيسان عن أهمية مواصلة العمل على التوصل إلى حلول سلمية لمختلف النزاعات التي تشهدها القارة والسعي نحو استعادة الأمن والاستقرار في ربوعها.

المحافل الدولية

كما أكد الرئيسان أهمية استمرار التشاور والتنسيق بين الجانبين سواء في إطار الاتحاد الأفريقي أو مختلف المحافل الدولية.

وعرض السيسي خلال اللقاء سياسة مصر الثابتة التي تقوم على التعاون مع كافة الدول والعمل على حل الخلافات من خلال الحوار البناء سعيًا لتحقيق السلام والتنمية، فضلًا عن رفض التدخل في الشئون الداخلية لأية دولة.

ووجه الرئيس الدعوة للرئيس الجنوب أفريقي للمشاركة في المؤتمر الدولي للشباب، ومنتدى "أفريقيا 2017"، المقرر عقدهما في شرم الشيخ في نوفمبر وديسمبر المقبلين، وقد رحب الرئيس زوما بالدعوة مؤكدًا تطلعه لزيارة مصر.

والتقى الرئيس في مقر إقامته بمدينة شيامن الصينية، عددًا من رؤساء كبرى الشركات الصينية، واستعرض الرئيس خلال اللقاء الفرص الاستثمارية المتاحة بمصر، مشيرًا إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية على صعيد الإصلاح الاقتصادي، فضلًا عما يتوفر بمصر من موقع جغرافي متميز وتوافر الأيدي العاملة والبنية الأساسية اللازمة، ونجاحها في تهيئة البيئة المواتية للاستثمار من خلال التشريعات والقوانين اللازمة، إضافة إلى ما تمثله مصر من سوق ضخم ومدخل لأسواق المنطقة العربية والقارة الأفريقية.

أفضل العروض
كما أكد الرئيس حرص مصر على الحصول على أفضل العروض خلال التعاقد على مختلف المشروعات، مع ضمان تطبيق أفضل المعايير وأحدث المواصفات والتنفيذ في أسرع وقت، مشددًا على أن مصر تسعى للحاق بركب التقدم وتسابق الزمن من أجل توفير مستقبل أفضل لأبنائها.

من جانبهم، أعرب رؤساء الشركات الصينية عن تقديرهم لما يشهدونه من تغيير إيجابي في مصر، مشيرين إلى ما لمسوه من حرص الحكومة على تحسين مناخ الاستثمار وتذليل كافة العقبات أمام الشركات العاملة في مصر.

كما استعرض رؤساء الشركات الصينية عددًا من المشروعات التي يقومون بتنفيذها في مصر معربين عن رغبتهم في الدخول في مشروعات جديدة في مجالات البنية التحتية، خاصة النقل والطاقة المتجددة وتوليد الكهرباء، وذلك في ضوء تقديرهم بأن مصر تمتلك العديد من المقومات التي تزيد من فرص نجاح المشروعات.
الجريدة الرسمية