رئيس التحرير
عصام كامل

فقاقيع سياسية!


هناك لعبة يلهو بها الأطفال في شتى أنحاء العالم هي لعبة فقاقيع الصابون الهوائية التي يحدثونها بالنفخ، وتسبح كبيرة في الهواء ثم سرعان ما تفقع وتختفى.. فقاقيع الصابون الهوائية هذه موجودة في حياتنا البشرية.. فهناك شخصيات تكبر وتكبر وتحظى بقدر ضخم من الاهتمام، وتنال الكثير من الحظوظ وتبدو كأنها نجوما.. ثم سرعان ما تفقع مثل فقاقيع الصابون الهوائية وتختفى من حياتنا.. لكنها تختلف عن فقاقيع الصابون الهوائية في أمر واحد أنها لا تختفى بهدوء مثلها، وإنما تختفى عادة عقب ضجة أو فضيحة تتعرض لها أو أزمة صنعتها لنفسها.


فإن الذي صنع هذه الفقاقيع البشرية في حياتنا العامة وأطلقها لكى يلهينا عن شيء أو ليجذب انتباهنا إلى شيء آخر هو الذي يتولى إخفاء هذه الفقاقيع أو بالأصح التخلص منها، لأن الدور الذي كانت تقوم به قد انتهى، أو لم يعد ضروريا، وأيضا لأن هذه الفقاقيع البشرية نسيت حقيقة نفسها، وتصورت انها قادرة على أن تتمرد على من صنعها، وطالبت بأكثر مما حصلت عليه من مقابل الأدوار التي أدتها أو الأعمال التي كلفت بها.

لذلك لا ينبغى أن نندهش في حياتنا العامة لظهور تلك الفقاقيع البشرية وأيضا لاختفائها.. فهذه هي إحدى سنن السياسية.. وطوبى للأذكياء.

الجريدة الرسمية