قائمة جديدة من الفقراء
هناك عدد غير قليل من الوزراء ينتمون لمحافظات الوجهين البحري والقبلي، وبعضهم حريص على الذهاب إلى مسقط رأسه بانتظام، وأتمني أن يكون هؤلاء حرصوا على قضاء اجازة عيد الأضحى في قرى الدلتا والصعيد، وليس قرى الساحل الشمالي ليشاهدوا بأنفسهم ويسمعوا بآذانهم معاناة المواطنين ودعواتهم التي لا تنقطع على الحكومة من سوء الأوضاع وتردي أحوالهم المعيشية، والارتفاع الجنوني في الأسعار، الذي يبدو أنه ليس له نهاية أو رغبة صادقة من الحكومة في السيطرة عليه..
سيفاجئ السادة الوزراء بتقارير من نوع آخر من لحم ودم، تتحدث بصدق عن سوء الأوضاع المعيشية، وانتشار السرقة والطلاق والخلافات الزوجية، بسبب عدم المقدرة على توفير متطلبات البيت، سيفاجئ السادة الوزراء بطلب المساعدة لشراء شنطة المدرسة والملابس المدرسية أو المتطلبات اليومية، سيفاجئ السادة الوزراء بانتقال عدد كبير من المواطنين من قائمة ميسورى الحال إلى قائمة الفقراء ومعدومى الدخل، الذين يعيشون يوما بيوم، ولَم تصل إليهم خطط الحكومة الجهنمية حتى الآن..
سيجد السادة الوزراء أنفسهم أمام حالات حقيقية من الفقراء وأصحاب الحاجة، يبحثون عن نقطة ضوء حقيقية في الأفق القريب، سيشاهدون وجوها تائهة شاردة، أنهكها البحث عن لقمة العيش، تسأل متي ينتهي هذا الكابوس؟
لن يسمع السادة الوزراء سوى الشكوى من ارتفاع الأسعار، وعدم المقدرة على تحملها، سيشاهد السادة الوزراء شعبيتهم الحقيقية في عيون المواطنين، وليس التقارير المضروبة التي تتحدث عن تحسن الأوضاع الاقتصادية، وأنهم سيشربون لبنا وعسلا في المستقبل، هم يريدون فقط أن يشربوا الماء الْيَوْمَ، سيشاهد الوزراء قائمة جديدة من الفقراء، وهم يتنقلون من منزل إلى آخر بحثا عن قطعة لحم..
السيد رئيس الوزراء تقبل الله منك حج هذا العام، اجعل أول عمل لك بعد العودة من رحلة الحج إنصاف الفقراء وتصديق شكاواهم، بأنهم لم يعودوا قادرين على استكمال الرحلة.
السيد رئيس الوزراء تقبل الله منك حج هذا العام، اجعل أول عمل لك بعد العودة من رحلة الحج إنصاف الفقراء وتصديق شكاواهم، بأنهم لم يعودوا قادرين على استكمال الرحلة.