رئيس التحرير
عصام كامل

نصرالله يواجه غضبًا عراقيًا وتبريراته تطلق موجة تندر

حسن نصرالله
حسن نصرالله

لم يتعرض زعيم «حزب الله اللبناني» حسن نصرالله طوال تاريخه للانتقاد في العراق، كما حدث الأسبوع الماضي، إثر صفقته مع «داعش» لنقل مقاتلين تابعين للتنظيم عبر «حافلات مريحة» من القلمون إلى الحدود العراقية، في حين لاقت تبريراته موجة سخرية وتندر واسعة، بحسب صحيفة "الجريدة الكويتية".


وذكرت الصحيفة أن أصوات معظم العراقيين ارتفعت مستغربة من الاتفاق الذي أبرمه زعيم "حزب الله" حسن نصرالله، المقرب من طهران ودمشق، وأدى إلى السماح لمقاتلين تابعين لـ"داعش" بالانتقال من القلمون على حدود لبنان إلى الحدود السورية- العراقية.

واحتدت الانتقادات الساخرة والغاضبة خصوصًا أن التوقيت جاء محرجًا، فبغداد دفعت بأهم قواتها إلى الشمال، وستنشغل بعد تحرير كامل نينوى بمعارك خطيرة في الحويجة قرب كركوك، ولا توجد لديها فرق قتالية كافية لمواجهة خطر على حدود الأنبار الرابطة بين بغداد وسوريا، إلى درجة أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أعلن استعداده لجمع متطوعين من أتباعه للذهاب إلى هناك وصد هجمات داعش التي ستحصل على تعزيزات بمئات المقاتلين المتطرفين الجدد بفضل اتفاق نصر الله.

وتصاعدت الانتقادات بلا توقف حتى أمس، وكانت من عيار ثقيل ما اضطر زعيم حزب الله اللبناني إلى أن يوجه خطابًا خاصًا إلى الشعب العراقي في حالة نادرة جدًا، وقال إن عدد المقاتلين الدواعش ثلاثمئة فقط وأنه ليس كثيرًا.

لكن المدونين العراقيين ردوا على نصرالله ساخرين بأن ثلاثمئة داعشي يساوون ثلاثمئة انتحاري محتمل وعقائدي متطرف، وأن أقسى معارك الموصل لم يكن فيها أكثر من بضعة مئات يتحصنون بين المدنيين ويتسببون بسقوط آلاف القتلى.

وانبرى زعماء لفصائل عراقية مقربة من إيران، إلى الدفاع عن نصرالله وتبرير خطوته، لكن هؤلاء تعرضوا بدورهم إلى انتقادات شديدة وواجهوا تشكيكًا بولائهم الوطني، ثم تبعهم رئيس الحكومة السابق نوري المالكي مدافعًا عن زعيم حزب الله اللبناني قائلا، إن الاتفاق يمثل "ضرورة ميدانية" ما أثار سخرية واسعة من "خبرة المالكي الميدانية" التي سهلت سقوط ثلاث محافظات كبيرة في أواخر عهده عام 2014.

وكرر "نصرالله" مرارًا في خطابه إلى العراقيين أن الدواعش المنسحبين "منهكون وفاقدون للإرادة ولن يهاجموا العراق"، لكن الشارع العراقي ظل يسأل ساخرًا: إذا كانوا بهذا الضعف فلماذا لم يقم حزب الله بأسرهم والسيطرة عليهم؟

أما أهل الموصل فاغتنموا الفرصة لطرح أسئلة حزينة مثل: لماذا لم تتفاوضوا مع دواعش الموصل لإنقاذ المدينة من ويلات الحرب التي أتت على قلب الموصل القديمة بالكامل تقريبًا، وخلفت عشرات آلاف القتلى المدنيين، كما فعلتم ذلك في القلمون؟ حينها عاد المدونون إلى الأرشيف واستخرجوا تصريحًا متلفزًا يعود إلى العام الماضي يقول فيه نصرالله، إن على العراق عدم السماح بانسحاب داعش من الموصل عبر مفاوضات "لأنها ستنتقل إلى سورية وستهاجم بقوة هناك" ما أثار غضبًا إضافيًا اذ كيف يرفض زعيم حزب الله التفاوض في العراق بينما يمارسه في لبنان ويتسبب بنقل مئات المتطرفين إلى مناطق قرب العراق.

وجاءت هذه المناسبة لتعزز تحولًا في المزاج العراقي والشيعي خصوصًا، إذ تشهد هذه الفترة انتقادًا شعبيًا للميليشيات المتطرفة وسياسات إيران وترحيبًا بتقارب بغداد مع الدول العربية، وهي تحولات ستجد أثرها في الانتخابات المقررة الربيع المقبل، حيث يبدو رئيس الحكومة حيدر العبادي متحالفًا مع الصدر والحكيم ومقربًا من مرجعية النجف، بينما يظل المالكي وبعض الميليشيات مقربين من نصرالله ودمشق وطهران بالطبع.
الجريدة الرسمية