رئيس التحرير
عصام كامل

لفظ «العيد» سر عقدة تركيا من الشرق الأوسط.. واشنطن بوست: أنقرة تستبدله بمصطلح «بيرم».. نجحت بدول البلقان وفشلت في المنطقة العربية.. ومحاولات إحياء الإمبراطورية العثمانية السبب

فيتو

لا تمر أي واقعة في عالم السياسة مرور الكرام كونها، مهما بدت صغيرة، إلا أنها لا تخلو من دلالات خاصة في تركيا تلك الدولة الحائر نظامها بين أحلام تراوده بمحاولة تحقيق حلم الإمبراطورية العثمانية القديم، وبين أمنيات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ويبدو أن محاولات التمدد في العالم الإسلامي، باستغلال القوى الناعمة والدين بدت أمام أنقرة طريقا أسهل لتحقيق هدفها الأول.



لفظ العيد
أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن المشكلة الحقيقية لتركيا مع الشرق الأوسط تتلخص في كلمة واحدة، فأغلب المسلمين يسمون العيد الذي يصادف نهاية موسم الحج باسم «عيد الأضحى»، بينما في تركيا يطلق عليه «بيرم».


وأشارت الصحيفة إلى أن الخط الفاصل بين الاسمين يقدم لنا نظرة غير متوقعة حول محاولات تركيا لفرض النفوذ في العالم الإسلامي، عن طريق توسيع قوتها الناعمة، والتي نجحت في دول وفشلت في دول أخرى.


دول مشاركة
وأضافت أن معظم الدول الإسلامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا يستخدمون اسم «عيد»، كما تفعل معظم المجتمعات الإسلامية في الغرب، بينما المجموعات ذات الصلة بتركيا مثل التتار في روسيا والأذريين في القوقاز، والأوزباك والكازخيين في آسيا الوسطى يطلقون على العيد اللفظ التركي «بيرم».


سيطرة سابقة
وأشارت إلى أن البوسنيين والألبان الذين دخلوا الإسلام عن طريق الأتراك خلال فترة الحكم العثماني يصفونه بـ«بجرام»، وينطبق نفس الشيء على بلدان أخرى في المناطق التي خضعت للسيطرة العثمانية لقرون مثل صربيا واليونان.


وأضافت أن الاستثناء الرئيسي للمسمى التركي هم الأكراد والذين يستخدمون الكلمة الكردية «جازن»، وهو لفظ ملائم لأقلية عديمة الجنسية تمتد بين المجالين التركي والعربي، بحسب وصف الصحيفة.


طموح التمدد
وتابعت: إنه منذ عام 2002، عندما تولى رجب طيب أردوغان زمام الحكم في تركيا وسيطر حزبه على السلطة، بدأت طموحات أنقرة في البحث عن مناطق نفوذ وسيطرة في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، مؤكدة أنه ربط سياساته الخارجية بالإمبراطورية العثمانية، عن طريق محاولة استخدام القوى الناعمة.


وأشارت إلى أن أردوغان ركز سياساته في التأثير على الشرق الأوسط على العلاقات الدينية، كما يظهر في الخريطة، رغم الاختلافات الثقافية الحقيقية، ولكن أردوغان ورط نفسه في أمور خاطئة كالحرب السورية، والتي فشلت في الإطاحة بنظام الأسد، بل ولدت أعداء جددا مثل تنظيم داعش والأكراد السوريين.


دعم الإخوان
وألمحت الصحيفة إلى أن دعم تركيا لجماعة الإخوان المسلمين في مصر ودولا أخرى، فضلا عن تحالفاتها مع الأكراد والعرب السنة ضد الحكومة العراقية، جعل المجتمع الدولي يشعر بقلق نحوها، وحاليا لا تجد تركيا حلفاء سوى قطر في الشرق الأوسط.


ولكن على النقيض من الفشل الشرق الأوسط، نجحت تركيا في التمدد بقواها الناعمة في ثقافة وتاريخ دول البلقان وآسيا الوسطى، والتي حققت فيها مديرية الشئون الدينية الرسمية التركية، ترويجا واسعا لمسمياتها وأفكارها.
الجريدة الرسمية