رئيس التحرير
عصام كامل

حتى أنتم سلفيون!


"بأى حال عدت يا عيد"! بهذه الروح استقبل البعض منا العيد دوما.. البعض بذلك يعبر عن سوء أحواله الشخصية.. والبعض الآخر يعبر عن عدم رضائه بالأحوال العامة والسياسية.. لكن جميع هؤلاء يشتركون في البكاء على الماضى.. الماضى لديهم هو الأفضل والأجمل والأكثر بشرا وسعادة من الحاضر وربما المستقبل أيضا.


هؤلاء سلفيون بالسليقة، حتى وإن كانوا يرطنون عبارات ليبرالية أو يسارية أو تقدمية.. إنهم يشعرون بالحنين للماضى ويريدون إرجاع عجلة الزمن للعودة لهذا الماضى..

ليس السلفيون إذن هم هؤلاء البشر الذين نعرفهم من لباسهم الخاص وذقونهم الطويلة ورطانتهم الغريبة وفتاويهم العجيبة، وإنما كل من يتغنون بالماضى سواء السحيق والقديم أو القريب ويشعرون بالحنين إليه ويتمنون عودته.

أي أن هؤلاء يشيعون التطرف أيضا من خلال مواقفهم وتصرفهم.. ولعل هذه هي واحدة من مشكلات مجتمعنا الأساسية.. فالذين يكافحون من أجل الديمقراطية ليسوا في سلوكهم ديمقراطية.. والذين يهتفون بالمواطنة والمساواة والعيش المشترك يتصرفون بما يتناقض مع هذه القيم.

باختصار.. نحن مجتمع يحتاج لتأهيل حتى لا تنتشر فيه عدوى التطرف.

الجريدة الرسمية