تشويه سمعة رجال الأعمال!
التنمية في كل دول العالم يقودها القطاع الخاص وحتى الدول الشيوعية والاشتراكية تخلت عن ملكيتها واحتكارها للمصانع والشركات والسلع والخدمات وتركتها للأفراد، وهناك دول من الأساس قامت على أكتاف القطاع الخاص من البداية مثل الولايات المتحدة الأمريكية القطب الأوحد والقوى العظمى وصاحبة أعلى دخل قومي في العالم، الحكومة هناك سواء الفيدرالية أو المحلية لا تمتلك سوى مبانيها والقطاع الخاص يتولى كل المهام ويمتلك الشركات والمصانع وكل أدوات الإنتاج والمواصلات والمطارات والطيران والسفن والموانىء والقطارات والجامعات وكثير من الخدمات الأمنية والعسكرية حتى البحث العلمي ينفق عليه القطاع الخاص، والدولة دورها فقط هو الرقابة والتنظيم وحماية محدودي الدخل وضبط الأسواق والأسعار من خلال منظومة حوكمة صارمة، هذا هو الوضع في كل دول العالم المتقدم ولهذا نهضت وحققت الرفاهية والسعادة لشعوبها.
أما في مصر مازالت الدولة مصممة على القيام بكل المهام وغير مؤمنة بدور القطاع الخاص ولا تثق فيه، بل هناك محاولات مستمرة لتشويه سمعة رجال الأعمال والمستثمرين وإظهارهم في صورة البلطجية وتجار الأغذية والأدوية الفاسدة ولصوص الأراضي وينفقون أموالهم على شهواتهم، وهناك تشويه متعمد لهم في وسائل الإعلام وفي الدراما.
والخطأ الصغير من أحدهم يتم تضخيمه وتعميمه على كل رجال الأعمال رغم أن الشرفاء فيهم أضعاف أضعاف الفاسدين وهم مثل كل طبقات المجتمع فيهم الأكثرية الصالحة والأقلية الطالحة، رجال الأعمال في مصر زمان حملوا البلد على أكتافهم وكانوا رواد الاستثمار مثل طلعت حرب وأبو رجيلة وعبود باشا وفرغلى وسيد جلال وغيرهم، وحاليا لدينا أيضا رجال أعمال محترمين أقاموا مؤسسات صناعية عملاقة ناجحة تعتبر دعائم الاقتصاد ويعمل لديهم عشرات الآلاف من المواطنين ويؤدون دورهم الاجتماعي على الوجه الأكمل ولكن الإعلام يضل طريقهم..
مصر لن تتقدم إلا بالأفكار غير التقليدية وبالقطاع الخاص وتشجيع رجال الأعمال والمستثمرين ويجب على الدولة أن تتخلى عن كثير من المهام وتنسحب من مجالات كثيرة ويقتصر دورها على الرقابة والتنظيم، لماذا تقوم الدولة ببناء المساكن وإنشاء الطرق والكباري وتوزيع السلع والخدمات؟ لماذا تنفق الدولة من أموالها المحدودة أو تقترض للإنفاق على ذلك؟ لماذا لا تسند هذه المهام للقطاع الخاص تحت رقابتها هو ينفق من أمواله وتحدد له نسبة الأرباح ثم تحصل منه ضرائب تنفقها على تحسين الخدمات وتدعم محدود الدخل..
مازالت هناك وظائف في الدولة تثير الأسى والسخرية مثل الكلاف، الحنوتي، الدادة، البواب، سائق المصعد، ومازال هناك مسئولون يطالبون بعودة امتلاك الدولة لمحال البقالة والفول والطعمية للسيطرة على الأسعار، هذا الفكر لا يمكن أن يحقق تنمية أو تقدم.
لا تشوهوا سمعة رجال الأعمال والمستثمرين، فالأمل كله في القطاع الخاص افتحوا له الباب على مصراعيه تحت رقابة صارمة من الدولة.. وكل عام ونحن جميعا بخير وأكثر حبا لبلدنا وقربا من الله وعيد سعيد .
egypt1967@yahoo.com