رئيس التحرير
عصام كامل

سامية جمال تروي قصة احتراق 400 جنيه في العيد

فيتو

في مجلة الكواكب عام 1962 كتبت الراقصة سامية جمال عن أطرف ذكرياتها في عيد الأضحى ولخصتها في حادثتين.

وكتبت سامية تقول:

الأولى منذ كنت صغيرة وأنا أفضل شراء خروف بنفسي ولازم يكون دمه خفيف، وقد تعودت على ذلك حين كان يصطحبني والدي لشرائه وقت كنا نعيش في بني سويف، وكنت أظل أداعبه طوال الليل أما لحظة الذبح بعد صلاة العيد فكنت أفارقه ولا أحب حضور الذبح لأن المنظر كان يؤلمني كثيرا، وذات مرة أجبرني والدي على حضور ذبح الخروف وقال لي لابد أن نصحو مبكرا لحضور عملية الذبح إلا أنني قمت بتسريب الخروف ليلا حتى لا يذبح وتأخر ذبح الخروف إلى مساء أول يوم العيد بعد أن لف والدي القرية كلها بحثا عن الخروف وكان حظي علقة ساخنة.


وبعدما عملت في الفن وقع لي حادث طريف ففي مستهل حياتي الفنية طلب منى أن أقوم بإحياء حفلة زفاف مساء ثاني يوم العيد الكبير، وكان العريس من عمال الجيش الإنجليزي أيام الحرب.

رحت أرقص وراح العمال يتبارون في إظهار عواطفهم، وأخذت عشرات الجنيهات تنهال نقطة علي وعلى أفراد الفرقة الموسيقية، إلا أن أحدهم أراد أن يبدو أمام الجميع أكثر محبة للعريس.. فصعد على المسرح أخرج من حافظة نقوده ورقة ذات مائة جنيه ثم امتدت يده إلى جيبه وأخرج علبة كبريت وأشعل عود الثقاب واقترب به من الورقة المالية فأشعلها وهو يرقص قائلا محبة في العريس والعروسة والمعازيم وأنا وأنت، واحترقت المائة جنيه وسط تصفيق الجمهور وانبساط العريس وهزات رأس بعض المدعوين من فقراء الحرب.

صعد مدعو ثان وثالث ورابع وأحرق كل منهم ــ من باب التحية والمنافسة طبعا ـــ مائة جنيه.

وفي نهاية الحفل وقعت المفاجأة فقد امتنع العريس أن يدفع لي أجرتي المتفق عليها عن وصلة الرقص، وقال لي إن أصدقاءه أحرقوا 400 جنيه تحت قدمي، وأنكر أن التحية كانت له واعتبرها كانت من أجل عيوني وعبثا حاولت إقناعه ثم آثرت الانسحاب وأنا ابتسم للعريس وأقول له كل سنة وإنت طيب.
الجريدة الرسمية