رئيس التحرير
عصام كامل

يوم الشقط العظيم


أول أمس، كان اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك أعاده الله على الجميع بكل خير، وهو اليوم الذي لبي فيه سيدنا إبراهيم وابنه الذبيح أمر ربه بذبح الابن الوحيد للأب في القصة المعروفة لنا جميعا، وقد فدى الله الذبيح بذبح عظيم «وفديناه بذبح عظيم».. ومن وقتها صارت سنة مؤكدة يفعلها الجميع اقتداء بسيدنا إبراهيم وولده إسماعيل، ولأن يوم العيد هو يوم فرحة للجميع وفيه يخرجون لأداء الصلاة احتفالا وابتهاجا بالعيد فقد رخص لنا رسولنا الكريم بخروج النساء والعجائز والأطفال فيه لأداء الصلاة وحضور جماعات المسلمين، وقد صارت هذه السنة التي فعلها رسولنا الكريم وفعلها خلفاؤه من بعده، وتناقلتها الأجيال جيلا بعد جيل حتى وصلت إلى أيامنا هذه..


إلا أنني وأثناء ذهابي لأداء صلاة العيد- تلك السنة المؤكدة التي أمرنا بفعلها والمداومة عليها- وارتدائي الجلباب الأبيض كما تقول السنة فوجئت بورود ورياحين يانعة تتفتح أمامي وبمهرجان ألوان مبهجة ومفرحة ما بين الأبيض والأخضر والزهري والأحمر والبنفسج والوردي والأسود والأزرق، وهالني كم الروائح التي تزكم الأنوف-لا لفحشها وسوء رائحتها لا قدر الله- بل لتفاوتها واختلافها وتداخلها، حيث صرت في طريقي إلى المسجد، وأنا أري تلك الورود الجميلة تتقاذف في الشارع، فمنها من يأتي ماشيا مشي الهويني، ومنها من يأتي مهرولا، ومنها ما يأتيك على حين غرة، فتتفاجأ به أمام ناظريك ولا حول ولا قوة إلا بالله، وحينما تساءلت عن سبب ذلك جاءتني الإجابة من أحد الشباب ممن يبدو أنهم يعرفون الفولة.. إنه يا سيدي يوم الشقط العظيم، والشقط يا سيدي في لغة هذه الأيام معناه الالتقاط والإمساك بحسب تعبيرات شباب الفيسبوك، حيث تتفتح الورود في مثل هذه الأيام، وتخرج بأبهي وأشهي وأحلي ما لديها لعلها تجد من يشتريه!

الجريدة الرسمية