رئيس التحرير
عصام كامل

محطة مصر «قبلة» المصريين في عيد الأضحى.. «تقرير مصور»

فيتو




المشهد للوهلة الأولى يشعرك بأن ثمة هجرة جماعية يستعد لها سكان العاصمة، حشود من المواطنين من كافة الطبقات الاجتماعية وحتى الألوان، تتدافع نحو بوابات زجاجية تتوسط ساحة محطة مصر بميدان رمسيس، كأن القاهرة التي كانت وما زالت البوصلة التي تستقطب الجميع وتجذبهم نحوها، باتت اليوم تلفظ كل من لجأوا إليها بعيدًا، "ولسان حالها كل إلى موطنه الأم لا أريد أحد هذه الأيام". 





يوم يفصلهم عن أيام عيد الأضحى المبارك، الذي طال انتظارهم له، شهورا والجسد قابعًا بالقاهرة، لكن الروح تحلق في سماء البلد الأم. لكل رجل وامرأة وحتى الطفل داخل أروقة هذا المكان، يجلس في انتظار أن يسترد الجسد روحه، وبتلاقي الأحبة بعد طول غياب.





وجوه هائمة في ملكوت الله، البعض ينظر في ساعته من حين لآخر فقطاره على وشك الوصول، البعض الآخر يحزم أمتعته وملابس العيد وهدايا "المحروسة" للأقارب في القرية هذه أو تلك. وآخرون يستعدون ببضائعهم التي ستباع أثناء رحلة القطار، فهذه الأيام هي المتنفس الوحيد لهم فالرزق وفير والزبائن كُثر.




لم يبدأ العيد بعد، ما زالت تفصلهم عنه ساعات قليلة، سيقطعها القطار المكيف أو قطار "الغلابة" شاقًا قلب العاصمة، مبتعدا عن زحامها وهوائها الثقيل على "المغترب". سيدات يفترشن الأرصقة، تصطف في الجوار أمتعتهن وأحلامهن باللقاء، الساعات تمر وصفارة القطار تدوي.



أعمار لا تُحصى قضوها في غربة عن الأهل والأقارب، وما زالت أيام العيد يحتفلون بها كأطفال صغار، هو ذات الشغف الذي يطل من عيونهم، التأهب من حين لآخر عسى أن يكون القطار القادم "قطار العيد". 
الجريدة الرسمية