«مشعر منى».. أصل الحكاية وسبب التسمية
يتوافد حجاج بيت الله الحرام في اليوم الثامن من ذي الحجة والمسمى "يوم التروية" محرمين على اختلاف نسكهم إلى صعيد منى، حيث يقضون اليوم هناك، ويبيتون هناك حتى فجر اليوم التالي؛ ليتوجهوا بعد ذلك صوب جبل عرفات وهو ركن الحج الأكبر.
سمي الثامن من ذي الحجة يوم التروية؛ لأن الناس كانوا يرتوون من الماء في ذلك اليوم في مكة، ويقصدون مشعر منى، ومن ثم صعيد عرفات حيث كان الماء معدوما في سالف الأيام ليكفيهم حتى اليوم الأخير من مناسك الحج.
وفى هذا السياق كشف مدير مركز تاريخ مكة وعضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى "الدكتور فواز بن على الدهاس" لصحيفة "سبق" السعودية، سبب تسمية مشعر منى بهذا الاسم، مؤكدًا أن مشعر منى عبارة عن وادٍ يمتد من وادي محسر شرقًا إلى جمرة العقبة، وسميت بالعقبة لملاصقتها بالجبل، ولهذا لا ترمى إلا من جهة واحدة، مشيرًا إلى أنه بعد ذلك أزيل بسبب المشاريع.
وأضاف الدكتور "الدهاس" أن الوادي تحيط به الجبال من الشمال والجنوب؛ فمن الجنوب جبل الصافح، ويسمى الصافح أيضًا؛ لأن في سفحه مسجد الخيف ومقابل له جبل القابل؛ وهو جزء من جبل ثبير غيناء وهو الجبل العالي المرتفع الذي يحتضن مسجد البيعة الذي كان يسمى: شعب الأنصار، ولم يزل بصورته التي هو عليها اليوم، وبعد التطوير والتوسعات التي حصلت بالمنطقة وكل ما يلي الوادي من هذه الجبال يعتبر من مشعر منى.
وأضاف "الدهاس" عن سبب تسمية "منى" كما ذكرت روايات أن سبب تسمية منى يقال إنه عن أبي عباس أنه قال: إنما سُميت منى بالكسر؛ لأن جِبْرِيل عليه السلام عندما أراد أن يفارق "آدم" عليه السلام قال له: تمنَّ! قال: أتمنى الجنة. والقول الثاني وفقًا لما ذكرته روايات أنها سُميت بمنى لما يمنى بها من إراقة الدماء.
وتؤوي منى سنويًّا ما يزيد على مليونين من الحجاج، وهذا العام تبرز رسالة #السعودية_ترحّب_بالعالم(25)، فضلًا على غيرهم من العاملين ومقدمي الخدمات المختلفة، ابتداءً من يوم التروية في 8 ذي الحجة حتى نهاية أيام التشريق في 13 ذي الحجة عدا يوم عرفة في 9 ذي الحجة، بمجموع قدره خمسة أيام للمتأخر أو أربعة أيام للمتعجل.
ويبلغ طول منطقة المشعر المستغلة نحو 3.2 كم، وتقدر مساحة منى الشرعية نحو 7.82 كم2، والمستغلة فعلًا 4.8 كم2 فقط؛ أي ما يعادل 61 % من المساحة الشرعية، و39 % عبارة عن جبال وعرة ترتفع قممها نحو 500م فوق مستوى سطح الوادي.