رئيس التحرير
عصام كامل

فتنة «العيدية» تضرب الجامعات.. 20 مليون جنيه للعاملين والأساتذة سقطت في «بئر الحرمان».. «القاهرة» تتصدر بـ11 مليونا.. أعضاء هيئة التدريس: لم نحصل على مستحقات الامتحانات..

جامعة القاهرة
جامعة القاهرة

حالة من الغضب سادت بين أعضاء هيئات التدريس في الجامعات المصرية، على خلفية تجاهل رؤساء الجامعات صرف بعض مستحقاتهم المالية قبل الإجازة، رغم صرف مكافأة لجميع العاملين بمناسبة حلول عيد الأضحى.


عيدية العاملين

ووفقا للمعلومات المتاحة، فإن إجمالى ما تم صرفه من «عيدية العاملين» بالجامعات يصل لأكثر من 20 مليون جنيه، مقسمة كالآتى، مكافأة جامعة القاهرة لـ20 ألف عامل وعاملة بـ 11 مليون جنيه، بمقدار 600 جنيه لكل عامل.

وفى جامعة حلوان، قرر مجلس الجامعة لأول مرة صرف 750 جنيها لكل عامل بالجامعة بما يقارب 6 ملايين جنيه، وفى جامعة عين شمس تم صرف 500 جنيه لكل عامل بالجامعة والمستشفيات وهو ما يزيد على 9 ملايين جنيه.

مكافأة سرية

مصدر داخل المجلس الأعلى للجامعات، أكد أن هناك جامعات قررت صرف مكافآت للعيد دون الإعلان في الصحف لضعف القيمة التي لا تزيد عن 300 جنيه نظرا لأن دخلها السنوى محدود وموازنتها لا تتحمل إنفاق مبلغ كبير مرة واحدة، خاصة أنه يتم صرف مكافأة على مدى السنة في المناسبات الكبيرة، مشيرا إلى العاملين بالجامعات يستحقون إعادة النظر في تحسين اوضاعهم ومساوتهم بجميع الجامعات، مؤكدا أن الجامعات بها ما يزيد على 250 ألف عامل.

غضب الأساتذة

وأوضح المصدر أن أعضاء هيئة التدريس غاضبون لتجاهل بعض رؤساء الجامعات لصرف مستحقاتهم المالية قبل عيد الأضحى، أو التفكير في منحهم أي تقدير مالى نظرا للظروف الصعبة التي تمر بها الأسرة المصرية، خاصة أنه كان يمكن للجامعات صرف مستحقات أعمال الامتحانات المتأخرة، ومنها مكافأة الإشراف والتصحيح وأعمال الكنترول التي لا تتجاوز في بعض الجامعات 400 جنيه، يجب صرفها بنص القانون، ولكن الرد دائما لا توجد من أجله موارد.

المستحقات المالية
وشدد المصدر ذاته، على أن أعضاء هيئة التدريس بالجامعات والعاملين يحتاجون إلى إعادة النظر في المستحقات المالية التي تصرف لهم، وضرورة وضع نظام مالى جديد يساوى بين العاملين بالجامعات، ويوفر حياة كريمة وعلمية لأعضاء هيئة التدريس.

من جهته، قال الدكتور بسام سمير الرميدي، المدرس بكلية السياحة والفنادق بجامعة مدينة السادات: لا يليق بنا كأعضاء هيئة تدريس أن تتم معاملتنا ماليا بهذه الطريقة، فكان من الأولى صرف مستحقاتنا المالية المتأخرة كالتصحيح والساعات الزائدة واللجان المنبثقة وغيرها من المستحقات بانتظام، وقبل كل ذلك صرف حقوقنا كاملة حتى نتفرغ لرسالتنا، فكيف لعضو هيئة تدريس أن يبدع في عمله وهو طوال الشهر لا يفكر سوى في تدبير مصروفات بيته لأن راتبه لا يكفي أبسط متطلبات الحياة، فليس كل منا له عمل خاص أو مصدر دخل آخر؟!

وأضاف: لا أحصل سوى على راتبي فقط ولست تاجرًا للكتب أو أمتلك عملا خاصا ولست مقصرًا في عملي على حساب مصلحة خاصة خارج الجامعة، وأنفق راتبى على أسرتي التي تتكون من ثلاثة أشخاص، والإنفاق على عملي بشراء الكتب والمراجع، وكذلك الإنفاق على نشر الأبحاث العلمية والمشاركة في المؤتمرات العلمية، بالإضافة إلى الإنفاق على حضور الدورات، كما يلزم على أن أكون دائما بمظهر محترم أمام الجميع لأني دكتور في الجامعة، وهناك بعض القيادات تتعمد تأخير مستحقات أعضاء هيئة التدريس لشهور عدة بدون أي أسباب. 

وطالب بالنظر لهم بعين الاعتبار وتقدير مجهودات الجميع وبإعطائهم حقوقهم وتوفير كل الإمكانيات حتى يتفرغوا عقليا وذهنيا ونفسيا لعملهم وأبحاثهم فقط.

موازنة الجامعة
من جهته، قال الدكتور حمد سامح، مدرس مساعد إدارة الأعمال أكاديمية السادات، إن أعضاء هيئة التدريس ليسوا ضد صرف مكافآت العيد للعاملين، فالكل يعمل تحت ضغوط مالية كبيرة، لكن أيضا عضو هيئة التدريس مع ضغوط الحياة والأبحاث لم يعد لديه ما يستطيع أن يقدمه لأولاده مع دخول العيد.

وذكر أن تلك المكافأة تصرف من الموارد الذاتية الجامعة، وبالتالي لا سلطة عليها سوى من رئيس الجامعة والصرف لا يتطلب إلا موافقة وزارة المالية وليس لها علاقة بموازنة الجامعة، متسائلَا: «لماذا هذا التعنت مع أعضاء هيئة التدريس والذين يعانون الأمرين في ظل تدهور رواتبنا».
الجريدة الرسمية