رئيس التحرير
عصام كامل

أستاذ جامعي «كعب داير» لمواجهة مافيا سرقة الأراضي.. «تقرير»

فيتو

"أغيثونا يرحمكم الله" كلمة ذيلها الدكتور محمد يحيى أستاذ بكلية علوم جامعة القاهرة في شكوى تقدم بها إلى رئاسة الجمهورية، والنائب العام ضد عصابة الاستيلاء على أرضه قبل عدة أشهر، ومحضر حرره برقم 5357 لسنة 2017 إداري المرج بواقعة التعدي واغتصاب أرضه.


يوم طويل قضاه الدكتور يحيى، بدأ في الصباح بحمل ملف أوراق المحاضر وأوراق ثبوت ملكيته لأرضه، وتوجه إلى وزارة العدل، وإلى مباحث المرج لإثبات حقه في أرضه، رحلة طويلة قضاها الدكتور يحيى منذ مايو الماضي، عندما فوجئ باقتحام عصابات ومافيا سرقة الأراضي لقطعة أرض يملكها هو وأخواته بمنطقة المرج بزمام البركة قسم المرج بناحية كفر الباشا شارع مؤسسة الزكاة.

بدأت قصة الأستاذ الجامعي، عندما فوجئ بقيام عصابة مسلحة بالتعدي على قطعة أرض يملكها هو وأشقاؤه بميراث شرعي عن والديه، وفي جنح الليل استولى أفراد العصابة على الأرض ووزعوها وقسموها بينهم، ليجد نفسه في دوامة البيروقراطية والروتين قائلا: "الأيام بقيت طويلة، وتعبت في استخراج الأوراق القانونية وأصبح يومي يمضي في كتابة الشكاوى والأوراق الرسمية في الأقسام والحي".

ووجد الأستاذ الجامعي نفسه أمام عصابة منظمة تقوم بكافة الأعمال الإجرامية بداية من التعدي على الممتلكات الخاصة، وإرهاب الملاك الأصليين والتهديد، وفرض إتاوات بالقوة حتى تزوير مستندات بمساعدة ضعاف النفوس من الموظفين المحترفين في عمليات التزوير، سلسلة من عقود البيع زورتها العصابة لتشتيت القانون والعدالة.

حلم الدكتور يحيى وأخواته، أن يرث أبنائهم الأرض بعد رحيلهم، فقد ورث الدكتور يحيى أرضه التي اشتراها والداه منذ 73 عاما، فكل الأوراق التي يحملها تثبت حيازته للأرض بداية من وصل الكهرباء والمياه حتى إن الأرض مسجلة بالشهر العقاري منذ عام 1944.

واستطاع أفراد العصابة بواسطة الفساد والرشاوي استخراج مستندات أحقية باطلة لتسهيل امتلاكهم للأرض، وقد رفض كأستاذ جامعي الاستعانة بالبلطجية أو تقديم رشوى، قائلا: "ناس كتير نصحوني أستعين ببلطجية، بس أنا رافض لأني أؤمن بسيادة القانون وأرفض أنزل بمستواي العلمي إلى البلطجة، أخاف من وقوع قتلي بسبب الاستعانة بالبلطجية، فالبلطجة ليست حل، كما أن دفع الرشاوي والابتزاز يفتح الباب على مصراعيه ويجعلني فريسة لعصابة ثانية وثالثة تسرق أرضي وتبتزني".

كعب داير
لم يترك الأستاذ الجامعي أي وسيلة مشروعة لاسترداد أرضه إلا فعلها قائلا: "تقدمت بشكوى إلى رئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء، ووزارة الداخلية، والأمن العام، ووزارة الداخلية، ومحافظة القاهرة، وحي المرج، وهيئة المساحة، والنائب العام لم يأتيني رد حتى الآن"، وقد استأجر الأستاذ الجامعي ثلاث محامين، وبدأ ينزل معهم، ويكتب الشكاوى للحصول على حقه وكلفه ذلك أموال كثيرة.

شهور طويلة قضاها الدكتور يحيى باحثا عن حقه، فقد شارك في المجالس العرفية مع الأشخاص الذين استولوا على أرضه إلا أن مجالس الصلح لم تنفع وأضاف: "عملنا مجلس عرفي، والناس اللي أخدوا الأرض رفضوا، ماذا نفعل أنا وأشقائي الذين يعملون في وظائف محترمة، وأرضنا تسرق تحت سمع وبصر الجميع".

لم تكن مشكلة الأستاذ الجامعي في "جر الشكل" فقط، لكن أفراد العصابة قاموا ببناء سور بالطوب الأحمر في أرضه، وسرقوا ونهبوا مستلزمات زراعية، ومواتير مياه وأدوات زراعية وخلعوا الأبواب الحديدية والشبابيك، بل دمروا بعض المحاصيل والأشجار الزراعية الموجودة بالأرض.

ليتجه الدكتور يحيى إلى آخر ما يمكنه فعله، فقد حرر محضر رقم 5357 لسنة 2017 إداري المرج بواقعة التعدي واغتصاب الأرض.

وناشد الدكتور محمد يحيى أستاذ الفيزياء النووية بكلية علوم جامعة القاهرة، جهات الدولة والسلطات التنفيذية بسرعة اتخاذ اللازم لاسترداد الأرض من البلطجية وطردهم منها، وأخذ تعهد عليهم بعدم التعرض له أو لأملاكه، ومحاسبتهم على أفعالهم الإجرامية وأيضا ضد الفاسدين الذين ساعدوا أفراد العصابة في تقنين الأوضاع.
الجريدة الرسمية