رئيس التحرير
عصام كامل

فساد الكبار!


المواطن العادى يثير دهشته تورط أي مسئول كبير في قضية فساد، لأنه يرى أن أي مسئول كبير يحظى بمكانة كبيرة يجب أن يحافظ عليها ولا يسيء إلى سمعته، خاصة وأنه لا يعاني من شح الدخل أو قلة الحيلة مثل صغار الموظفين الذين قد يورطون في ممارسة الفساد تحت ضغط الحاجة.


لكن هذا المواطن العادى ينسى أن السمكة كما يقال تفسد من رأسها، أي أن الكبار يسهل وقوعهم في الفساد أكثر من الصغار، لأن المغريات كثيرة والغوايات عديدة ومتنوعة و(الزن) على الأذن أمرُّ من السحر كما يقولون أيضا.. لذلك لا يثير الدهشة أن يوجد هناك مسئول كبير فاسد بل إننا مررنا بوقت ليس بالقصير كان فيه الكبار الفاسدون يشجعون على نشر الفساد بين الصغار والترويج لقيم الفساد حتى أصبح الفساد منهج حياة.. والسبب أن يتورط الكثيرون كبارا وصغارا في الفساد فلا يستهين فيه أحد فساد الكبار.

لذلك فإن تصدينا لفساد الكبار أساسا هو الذي سينقذ مجتمعنا من سرطان الفساد.. ولكننا يجب أن نكون منتبهين أن الفساد لا يقتصر فقط على الرشوة، سواء كانت نقدية أو عينية أو جسدية.. وبالتالى نحن في حاجة بالفعل لإنشاء المفوضية الخاصة بمكافحة الفساد لدعم الجهد الذي تقوم به الجهات الرقابية، خاصة هيئة الرقابة الإدارية.
الجريدة الرسمية