رئيس التحرير
عصام كامل

المسلمون جاهليون بامتياز


لا شيء تغير، الناس هم الناس، والأنبياء جميعهم رحلوا باستثناء نبي رفع إلى السماء، وهناك حديث عن عودة مرتقبة له لا نعلم متى ستكون، عدا عن روايات مسلمين من السنة والشيعة عن المهدي المنتظر الذي يتنازعونه.. فالسنة يقولون إنه سيولد في آخر الزمان، بينما يصر الشيعة على أنه موجود، وقد غيبه الله لحكمة بالغة كتلك التي لأجلها رفع عيسى إلى السماء، وسينزلان في وقت مقارب لينشرا العدل والسلام في المعمورة.


يتفاخر المسلمون بأن الإسلام قضى على عادات الجاهلية، والطريف أن عادة واحدة من تلك العادات السيئة والتقاليد البالية لم يتركوها، بل هم يمارسون جميع تلك العادات التي حاربها الإسلام، ويبتكرون غيرها جديدة، ويضيفونها إلى القائمة الذهبية لممارسات سخيفة وباطلة ومخيفة تستهدف الدين نفسه، فقد وظف بحسب الهوى والمذهب والقومية ونوع الحكم، فالمسلم الهندي غير العربي، والفارسي غير التركي، والسني غير الشيعي، والغني غير الفقير، والحاكم غير المحكوم.

توقف الناس عن قتل الصغيرات في المهد كما كان يعمل عرب الجزيرة في الجاهلية لكنهم قاموا بما هو أبشع فقد تحولت المرأة عند أقوام إلى مجهول الهوية، فأنت لا تعرف إن كان من يقف قبالتك امرأة أم رجلا، وحرموها من حقوق أقرها الإسلام، وغطوا وجهها بالسواد لكي لا تعرف، بينما وزعوا الأموال على الزعامات والرياسات وأصحاب النفوذ من التجار، وتركوا الدين كممارسات عبادية للفقراء والضعاف، والذين لا قيمة لهم تذكر في المجتمع.

الذبح من عادات الجاهلية، وكان الرجال الذين يغزون قبائل أخرى يقتلون نظراءهم، ويقومون بسبي النساء واغتصابهن وحرق الخيام وسرقة المواشي المال والممتلكات، وتكون خالصة لهم، وفي تلك الأنحاء الجغرافية كان العرب يفعلون لذلك، وعندما جاءهم الإسلام سايروه قليلا، حتى إذا مضى النبي عادوا إلى ما كانوا عليه من قبل، وأعادوا العمل بالنظام القبلي القديم الذي فرضوه على الإسلام، وأجروا عملية تعشيق بين الدين والقبيلة، فممارسات القبيلة من قتل وسبي وذبح وقطع للرءوس وحرق وتهجير ونهب أصبحت فعلا دينيا وليس قبليًا، وهذا ما استفاد منه الدينيون الذين مزجوا بين القبيلة والدين فصار الفكر الديني في خدمة القوى والقاتل واللص والحاكم ورجل الدين المتحالف مع هؤلاء الشياطين، ولم يعد للإسلام من وجود حقيقي سوى عند المستضعفين، وأما الأقوياء فهم لا يحتاجونه، وتركوه لنا، لكنهم يطبقونه متى ما شاءوا، وبحسب المصلحة.. والحديث يقول، الناس عبيد الدنيا والدين لعق على أفواههم، يحوطونه مادرت معايشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون.
الجريدة الرسمية