كوارث النشر داخل هيئة قصور الثقافة عرض مستمر.. «تقرير»
لا تقتصر أزمات الهيئة العامة لقصور الثقافة على سوء المباني والأنشطة؛ لكن كارثة كبرى ظهرت في المحتوى المكتوب الذي من المفترض أنه لتوعية القراء، فبعد نداءات أطلقها عدد من الكتاب والشعراء بسبب تأخر السلاسل من الهيئة، ونشر الشاعر والمترجم رفعت سلام، استقالته من رئاسة تحرير سلسلة آفاق عالمية التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة احتجاجًا على ما أسماه "خطة مبيتة للقتل البطيء لمشروع النشر في الهيئة".
مشروع مستقل
كانت البداية مع الشاعر مسعود شومان، رئيس هيئة قصور الثقافة الأسبق، حينما قال في أحد حواراته الصحفية، إن الهيئة ليست طرفا في النشر، لأن مشروع النشر، مستقل عن الهيئة، حيث يتم الاستعانة برؤساء تحرير ولجان قراءة ومدير تحرير، والهيئة ليست سوى جهة منفذة للطباعة، وعلى الهيئة وجميع الزملاء المسؤولين عن النشر أن يضعوا النشر في إطار إستراتيجية الدولة، لخدمة توجهها وما يجب أن يقرأه الناس في هذه اللحظة التي نعاني فيها العنف والإرهاب والتيارات الظلامية.
وتابع: أن ما يقال عن احتكار عدد من الأدباء للنشر داخل هيئة قصور الثقافة غير حقيقي، لأن هناك قواعد تحدد عددا معينا من الكتب المنشورة بالهيئة والسنوات الفاصلة بين كل عمل أدبي وآخر، فضلا عن وجود سلاسل للنشر الإقليمي تمكن أدباء الأقاليم من النشر بداخلها.
آفاق عالمية
إلى أن جاءت استقالة رفعت سلام من رئاسة تحرير آفاق مع بداية شهر أغسطس لتكشف عدد من الكوارث داخل إدارة النشر بالهيئة، حيث جاء في نص الاستقالة: "نظرًا للتعطيل الدائم لإصدارات سلسلة "آفاق عالمية" الشهرية- التي ترأس تحريرها- على يد مسئولي إدارة النشر "بما وصل إلى إصدارهم لثلاثة أعمال فقط من اثنى عشر عملًا، في عام كامل، هو العام المالي السابق؛ وبما يكشف عن تنفيذهم لخطة مبيتة لـ"القتل البطيء" لمشروع النشر بالهيئة"، وهى جريمة ثقافية لا يمكنني المشاركة فيها، بأي شكل من الأشكال".
وتابع: "ونظرًا للمحاولات الدءوبة من قبلهم للتدخل في الصلاحيات المقررة لرئيس تحرير السلسلة، بما يكشف عن جهل مُزرٍ باللوائح المنظمة للعمل، وعدم فهم لحدود وطبيعة مسئولياتهم الوظيفية؛ فضلًا عن "التحرش البيروقراطي" الجِلف والمبتذل، بما لا يليق ممارسته في العمل الثقافي.. ويسعدني أن أوقف تعاوني مع الهيئة، وأتقدم إليكم باستقالتي من رئاسة تحرير سلسلة "آفاق عالمية" التي تصدرها هيئتكم الموقرة".
ارتفاع الأسعار
ومن جانبه، قال عبد الحافظ بخيت، مدير عام النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة، في تصريحات صحفية، أنه ليس هناك تأخير في صدور الكتب، لأن السلاسل كلها أصبحت شهرية، وبذلك تخرج كل سلسلة كتابا واحدًا في الشهر مع تقليل عدد السلاسل بقرار مجلس إدارة الهيئة، وأصبحت الآن 18 سلسلة بدلا من 25 ولم تعد هناك سلاسل تصدر نصف شهرية كما كان من قبل، كل ذلك أدى إلى وجود انطباع أن الكتب تتأخر في الطباعة، كما أننا انتقلنا بالطباعة إلى هيئة الكتاب، وهناك إجراءات إدارية تتحكم في ذلك أيضا.
وأضاف بخيت، أن ارتفاع أسعار الورق والأحبار سبب أزمة حقيقية، وهناك لائحة قديمة تحكم ذلك، ولم يكن في حساباتها هذا الارتفاع الجنوني، وتوقفت بعض الإصدارات بسبب هذه الأزمة.
