هل ستنقلب مراكز القوى الأمريكية ضد ترامب؟
في تقرير أصدرته بلومبيرج- تلك المؤسسة الاقتصادية الأقوى عالميا التي قلما تعرج للسياسة ما لم تكن لها آثار اقتصادية قوية- أشار التقرير إلى انحسار قوة أمريكا الدبلوماسية عالميا واقتصاديا، فإن الدولار الأمريكي هو العملة الأقوى لعقود محمية بقوة دولتها العظمى سياسيا وعسكريا.
وصل التقرير ضمنيا لانحسار هيمنة الولايات المتحدة كدولة عظمى حيث إن لكل هيمنة دولية صلاحية محددة، وقد وصفت الولايات المتحدة في التسعينيات بالقوة المفرطة، لذا حرصت إدارة بيل كلينتون على إرساء قواعد لمؤسسات ونظام دولي مرتبطين عضويا بطريقة يصعب فصلهما ليمنع التوسع الإستراتيجي لدول الشرق خاصة الصين، فتظل الولايات المتحدة هي القوة العظمى الوحيدة لأطول فترة.
انتخب ترامب بناء على خطاب شعبوي في ظل تعهده بأن ستكون "أمريكيا أولا" وتخفيض الضمانات الأمريكية لحلف شمال الأطلنطي، كما أتبع أن اتفاق إيران- أمريكا هو الأسوأ على الإطلاق، أيضا اتفاق باريس للمناخ كما وضع حدودًا للشراكة العابرة للمحيط الهادئ، أيضا اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، وتجاهل قواعد منظمة التجارة العالمية، وخفض المساعدات الخارجية لقوات حفظ السلام، كل هذا كان بشكل أو بآخر يهدف لتقويض النظام العالمي، لكن أخذ النظام العالمي بإعادة تشكيل نفسه بعيدا عن للولايات المتحدة، من خلال جبهة موحدة في اجتماع السبع الكبار ومجموعة العشرين وينضم لهم الدول الـ١١ أعضاء الشراكة العابرة للمحيط الهادئ لسد الفراغ الناتج عن انسحاب الولايات المتحدة.
إن اندفاع ترامب نحو كوريا الشمالية أثار مخاوف اليابان وكوريا الجنوبية أهم الحلفاء الإستراتيجيين في الشرق الأقصى، ولتكون رسالة مرعبة لكل حلفاء أمريكا في التعامل باستهتار مع أمنها القومي.
عندما تتحدث بلومبيرج فيكون كلامها أكثر عقلانية لكن الباحث مايك بيرل تحدث عن سيناريوهات متطرفة لعزل الرئيس الأمريكي وتحول السلطة إلى الجيش أو رئيس البرلمان في مشهد يذكرني بثورة ٣٠ يونيو خاصة في ظل تنامي موجة المظاهرات في تكساس.
تحدثنا سابقا عن رسائل مايكل مور المخرج الأمريكي الشهير لتأسيس مقاومة شعبية ضد ترامب، وخطواتها ومنهجها المنظم.
استشعر انقلابا من الحكومة الخفية التي تحكم الولايات المتحدة ضد ترامب وهي الحكومة التي تحدث عنها ألفين توفلر في كتابه تحول السلطة، وهي تمتلك أدوات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لتبث الصورة الذهنية التي تحقق أغراضها.. هذه الحكومة التي تحدث عنها جون كيندي في الخطبة الأخيرة قبل اغتياله.
هل ستؤدي هذه الإحداثيات لانهيار الدولار الأمريكي الذي أصبح العملة الدولية خاصة أن احتياطيات الدول أصبحت دولارية بناء على توصيات صندوق النقد؟