رئيس التحرير
عصام كامل

«الرقاق» وجبة أساسية على مائدة عيد الأضحى «تقرير مصور»










في حلقة دائرية تتوسطها "الطبلية" الخشبية، تلك المائدة القصيرة التي ترافق أي مناسبة، ففي عيد الفطر تجدها وقد تُراص فوقها صنوف الكعك، وفي أيام عيد الأضحى تتهيأ للرقاق.

أدوات صناعة "الرقاق" تأتي على رأسها "النشابة"، تلك الماسورة الخشبية الرفيعة، تجلس "أم أسماء" بصحبة فتياتها الثلاث وبعض نساء العائلة، تتهيأ كل واحدة منهن لوظيفتها في تلك الليلة، التي ستطول ساعات العمل بها حتى اقتراب الفجر، فالفرحة وأطراف الحديث التي كلما انقطع واحد، يتجاذبن الآخر، تجعل الوقت يمر بسرعة دون أن يشعرن به.

















"من وأنا عندي 12 سنة وأنا كل آخر عشر أيام من ذي القعدة بستعد مع أمي للرقاق، وساعات بنعمله على كذا ليلة، ولما كبرت واتجوزت بقيت مواظبة على إني أعمله كل عيد كبير"، بابتسامة عريضة ووجه كأنه يستقبل ليلة العيد في لحظتها، تتحدث أم أسماء وهي تساوي حواف عجينة الرقاق استعدادا لوضعها في أرضية الفرن بجوار أخواتها.

أصبحت صناعة الرقاق قبل أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك، عادة دأبت أم أسماء على القيام بها، دون أن تقطع تلك العادة عن منزلها الذي لا تنطفئ أنواره في تلك الليلة.

















تبدأ عملية صناعة الرقاق من مزج الدقيق بالمياه وهذا تختص به أم أسماء، ثم قطع العجينة إلى دوائر صغيرة تتراص بجوار بعضها، لتبدأ مهمة الفتيات في فرده على "الطبلية" وتسوية حوافه بواسطة "النشابة" الخشبية، ثم وضعه على "المطرحة"، ومن ثم إلقائه في الفرن.











ترتفع حرارة الغرفة تدريجيًا، ويتصبب الجميع عرقًا، إيذانًا بالدخول في المرحلة الأخيرة من "معترك" صناعة الرقاق، حيث تضعه أم أسماء على أرضية الفرن بضع دقائق حتى ينضج تمامًا، ثم تضعه الفتيات في مكان مفتوح جيد التهوية، ليتماسك ويجف.






يرتبط الرقاق باللحم الخاص بعيد الأضحى ارتباطًا وثيقًا، البعض لم يصل لتفسير له بعد، لكن تظل مائدة المصري خلال أيام العيد لا تخلو من صينية الرقاق باللحم المفروم.
الجريدة الرسمية