رئيس التحرير
عصام كامل

قصة تحويل شارع البورصة إلى ممشى تراثي.. «تقرير»

فيتو

من هنا خرجت الثورة، وتعالت أصوات الثوار وهم يتسامرون في أحوال البلد والسياسة، وتصاعدت أدخنة الشيشة وروائحها المختلفة، وفى الركن الهادى جلس العشاق في ممرات يكسوها الأشجار ويزينها المعمار، هكذا كان الحال في ممرات منطقة "البورصة " في وسط البلد، التي اشتهرت بالمقاهى، واتخذها الثوار مكانا لاجتماعاتهم، ورغم أن مقاهى البورصة كانت رمزا من رموز ثورة 25 يناير، إلا أن المسؤلين كانوا لا يروها إلا برؤية القانون، فصُنفت كإشغالات لابد أن تُزال.


وشُنت حملات عديدة بالتنسيق بين أجهزة حى عابدين وضباط شرطة المرافق، على شوارع "الشريفين، علوى، شريف " وهى منطقة البورصة، لغلق المقاهى المخالفة، ولكن سرعان ما كنت تفتح بعد غلقها بساعات وتفترش الممرات، وذلك لأن هذه المقاهى حظت بحماية روادها، فالثوار كانوا يعترضون قرارات الغلق دائما ويفسرون هذه الحملات بأنها تضييق على حرياتهم، وأن النظام يصفى حساباته معاهم، فكانوا يطلقون هاشتاجات على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم "الحرية للبورصة "،" لا لغلق مقاهى البورصة "، لأنها تعد رمزا من رموز الثورة لهم

وظل الحال كما هو عليه، واستمرت لعبة القط والفأر، إلى أن تولى الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة السابق رئاسة العاصمة، وقرر أن يكون غلق هذه المقاهى بلا عودة، وجاءت هذه الخطوة بعد أن تم تطهير وسط البلد من الباعة الجائلين ونقلهم إلى جراج الترجمان، فانتبهت المحافظة إلى ممرات منطقة البورصة، التي تحولت إلى سبوبة لأصحاب المقاهى، حيث كانت يصل إيجار المقهى الواحد في الشهر 20 ألف جنيه، وبالفعل في 2014 تم غلق مقاهى البورصة غلقا نهائيا، ولم يسمح سوى لمقهيين فقط بممارسة النشاط، لوجود ترخيص معهما شريطة عدم خروج أي إشغالات خارج المقهى

وبعد أن كانت ممرات البورصة يخرج منها الضجيج دائما، أصبح الهدوء يسكن في كافة أرجائها، عادت ممرات الشريفين وعلوى وشريفيا إلى سابق عهدهم، فهى في الأصل ممرات تراثية، تحوى مبانى ذات تراث معمارى، وبعد التخلص من آفة المقاهى وضمان المحافظة عدم عودتها مرة أخرى، قررت المحافظة تطوير منطقة البورصة وتحويلها إلى ممشى تراثى على غرار شارع الألفى

وأكد اللواء محمد الشيخ السكرتير العام لمحافظة القاهرة، أن تطوير منطقة البورصة يأتى ضمن مشروع تطوير القاهرة الخديوية والذي انطلق منذ أكثر من عاميين وبدأ بشارع الألفى، ويهدف إلى عودة المنظر الحضارى لشوارع ومبانى وسط البلد، لافتا إلى أنه يتم رفع كفاءة المبانى التراثية وإعادة طلائها بالتنسيق مع الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، ولجنة الحفاظ على التراث برئاسة المهندس إبراهيم محلب

وأضاف الشيخ في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أنه سيتم رفع كفاءة المبانى وتطوير شوارع وممرات منطقة البورصة بالكامل، وتحويلها إلى ممشى تراثى على خطى شوارع الشواربى والألفى، موضحا أن ممرات وسط البلد تحفة معمارية لابد من الاهتمام بها وإعادة رونقها
الجريدة الرسمية