رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. الماركات العالمية تغزو الموسكي ووكالة البلح

فيتو

يعتدل في وقفته ويضبط الشمسية الكبيرة التي يتتبع أثرها لتحميه من أشعة الشمس النافذة إلى أركان منطقة الموسكي بالعتبة، ينادي بصوته الضئيل الذي لا يشبه جسده الضخم، "القميص المستورد بـ45 جنيه، ماركات عالمية بأرخص الأسعار"، تستوقفك كثيرًا هذه العبارة لتتساءل كيف للماركات أن ينحدر سعرها ل 45 جنيهًا !.


ولأن المصري لا يتوقف عقله عن تدبير الأمور والبحث عن بدائل كلما تعثرت أمامه الطرق وفقد الحيل، منذ أن تحرر سعر الصرف أو ما عُرف إعلاميا بتعويم الجنيه المصري في نوفمبر من العام الماضي، وقبل ذلك ببضعة أشهر حينما ارتفع سعر الدولار بشكل كبير وهبط في المقابل سعر الجنيه المصري، مما تسبب في إحداث أزمة في الاستيراد من الخارج، هذا بدوره أدى إلى لجوء بعض المصانع المحلية في داخل القاهرة بتولي مهمة صناعة الملابس ووضع علامة الماركة على قطعة الملابس وبذلك تصبح صناعة مصرية بماركة عالمية.

بات من المألوف أن ترى أثناء جولتك في شوارع الموسكي وعلى أرصفته المكتظة بالباعة وعرباتهم، أو على امتداد منطقة وكالة البلح بشارع 26 يوليو بالقاهرة، أن تجد بنطلون محلي بسعر قليل ويحمل ماركة "أديداس" أو "ذارا" أو "نايك" وغيرها من "البراندات" العلمية، التي كانت قديمًا "حكرًا" على الطبقات العليا دون غيرها.

"من وقت ما المستورد اتوقف بقينا مش عارفين نتصرف إزاي خاصة إن الشباب بيفضلوا الماركات، علشان كدة من وقت ما المصانع المصرية اشتغلت وبتعمل ماركات بس بخامة مصري، كل البياعين هنا بياخدوا منهم"، بهذه العبارات يتحدث "محمد"، الفتى العشريني الذي يفترش مساحة صغيرة من ساحة الموسكي، فقبل التعويم كانوا يذهبون إلى بورسعيد لجلب البضاعة المستوردة، أما الآن أصبحت المصانع في داخل العاصمة، ومع ذلك الأسعار أعلى مما كانت عليه، "الأول كانت البضاعة بتيجي من الصين سعرها قليل وتقفيلها بيعيش وقت أطول، لكن دلوقتي مصري والسعر عالي، ورغم ده الزبون بيفرح لما يشوف بنطلونه أو تي شيرته عليه علامة أديداس أو بوما أو ذارا".

أما بالنسبة للأحذية التي انتشرت في الآونة الأخيرة تحمل شعارات للماركات العالمية، فيؤكد أحد الباعة بالعتبة أنهم يحصلون عليها كفائض من المحال الكبيرة أو صغار المصانع التي تلصق شعارات الماركات، ويتم التفرقة بينها وبين الأصلية التي تبدو أكثر متانة، "الأصلية بيكون شعارها مطبوع عليه لكن المضروب بتبقى رسمة خفيفة والخياطة بتكون أي كلام"، ولكن بالرغم من كل هذه العيوب يقبل على شرائها العديد من الشباب، فبدلًا من أن يشتري للعيد حذاء "أديداس" ب 300 جنيه يمكن أن يشتري التقليد ب 80 جنيهًا فقط.
الجريدة الرسمية