رئيس التحرير
عصام كامل

«معركة الرجل الثاني للطيب».. الأمن يهدد «شومان» و«عبدالسلام» يحرم «عفيفي».. شيخ الأزهر يلتزم الصمت ويرفض التعقيب على «بورصة الترشيحات».. ومصادر داخل ا

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

بناءً على اختيار الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، صدر في 2 سبتمبر 2013، قرار رئيس الجمهورية رقم 571 لسنة 2013، بتعيين الدكتور عباس شومان وكيلا للأزهر الشريف لمدة أربع سنوات، ومن المقرر أن تنتهى ولايته أواخر أغسطس الجاري، السنوات الأربع التي قضاها شومان بالمنصب شهدت حالة مثيرة للجدل والأخذ والرد بين المشيخة ومؤسسات الدولة المختلفة.


"شومان" والجهات الرقابية
وربما أثار الخلاف بين شومان والجهات الرقابية والحملات الإعلامية ضده هو ما تردد عن علاقة الرجل بالإخوان وإلقاء الخطبة الشهيرة أيام حكم المعزول محمد مرسي حين طالبه حينها بعزل من يشاء من القضاء وطالب الشباب بعدم النزول ضد مرسي، وقال نصًا حينها: «مرسي أحد أولياء الله الصالحين، ويجب اتباعه، ويحق له عزل من يريد، والجلوس على منصة القضاء إن شاء» في موقف أثار الكثير من الجدل عن علاقة شومان بالإخوان وأخونة مشيخة الأزهر، وما تردد أيضًا عن تدخل شومان في تعيين أقارب له بمناصب مختلفة في الأزهر.

وبحسب مصادر من داخل المشيخة فإن الإمام الأكبر يسعى جاهدًا هذه الأيام للتجديد مرة أخرى للدكتور عباس شومان، حيث أرسل مذكرة رسمية إلى رئاسة الجمهورية، طالب فيها بضرورة التجديد لشومان مرة أخرى.

الطيب يشيد بشومان
لم يكتفِ شيخ الأزهر بذلك بل إنه شن هجومًا على منتقدى شومان، وذلك خلال اجتماعه الأخير بمجلس جامعة الأزهر عقب أزمة تعيين المحرصاوى رئيسًا للجامعة، حيث استنكر الإمام الأكبر الهجوم على شومان، من قبل بعض المغرضين، واتهامه بالعديد من الاتهامات والأباطيل التي لا أساس لها من الصحة، مشيدًا بجهوده وإخلاصه في خدمة الأزهر، وعمله الدءوب في تطوير العمل داخل هيئاته.

لكن الأمر الذي يمكن القول إنه يقف حائط صد بين رغبة الإمام في منح شومان ولاية ثانية لـ"وكالة الأزهر"، يتمثل في التقارير الرقابية التي ترفض التجديد للأخير مرة أخرى خاصة، بعد كل ما لحق به من اتهامات.

الوكيل الحالى للمشيخة، لم يكن الاسم الوحيد الذي تناقلته الألسنة في الآونة الأخيرة، فالقائمة تضم الدكتور محيى الدين عفيفى، أمين مجمع البحوث الإسلامية، الذي يعد الاسم الأبرز في الأسماء المرشحة لذلك.

أسهم "عفيفي"
اقتراب “عفيفي” من الإمام الأكبر، أسهم بشكل كبير في رفع أسهمه واحتمالية اقترابه من تولى منصب الوكالة، خاصة بعد المجهودات التي قام بها من خلال مجمع البحوث، حيث أسند إليه الطيب مهام أمانة المجمع منذ قرابة الثلاث سنوات.

المتابع الجيد لنشاط “عفيفي” يدرك جيدا أن الرجل لا يتخلف عن اجتماع أو لقاء مهم أو سفرية في الخارج يوجد بها الإمام الأكبر، كما أن مجهوداته من خلال بيت العائلة المصرى جعلت منه شخصية مقبولة لدى الأجهزة الأمنية، حيث تم اختياره لإلقاء خطبة الجمعة مؤخرا بمسجد «المشير طنطاوي»، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.

لكن، حسب مصادر خاصة داخل المشيخة، هناك عقبة وحيدة تقف في طريق “عفيفي” لمنصب الوكالة، تتمثل في خلافه مع المستشار محمد عبد السلام المستشار القانونى لشيخ الأزهر، وهو خلاف غير معلن لوسائل الإعلام إلا أن سببه يرجع إلى تدخل “عبد السلام” بشكل مباشر في اختيار البعثات الخارجية، الأمر الذي يرفضه “عفيفي”.

الهدهد "مرشح قوي"
هناك أيضا الدكتور إبراهيم الهدهد القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر السابق، عضو مجمع البحوث الإسلامية الحالي، والمرشح لمنصب عضو هيئة كبار العلماء، والذي يعد واحدًا ممن يظهر على الساحة كمرشح قوى يمكن الحديث عنه، خاصة أنه يتمتع بثقة كبيرة من شيخ الأزهر، حيث عُين في منصب القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر بعد استقالة الدكتور عبد الحى عزب، وكان يتولى قبلها نائب شئون الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وهو المنصب الأثقل في الجامعة نظرًا لارتباطه بكل ما يتعلق بشئون التعليم والطلاب.

وما يدل على ثقة الإمام بـ”الهدهد” التجديد له في منصب القائم بأعمال رئاسة الجامعة له دون الرجوع إلى الجهات الرقابية، إضافة إلى أنه يرأس بعض البعثات التي يرسلها الأزهر للخارج، ويحضر كل اللقاءات المهمة التي يعقدها الإمام الأكبر داخل المشيخة، إلا أن العائق الذي يقف في وجه ترشيح الهدهد، يتمثل في موقف الجهات الأمنية، حيث رفضت تجديد الثقة به عندما كان يتولى منصب القائم بأعمال رئيس الجامعة.

ثورة تطوير "الأمير"
القائمة تضم كذلك الدكتور محمد أبو زيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الحالي، قائد ثورة تطوير التعليم الأزهرى قبل الجامعى برفقة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الحالى، حيث إنه يعد واحدا من الأسماء المطروحة أيضًا، خاصة أنه كان يشغل عميد كلية الدراسات الإسلامية بالمنصورة قبل ندبه لتولى رئاسة قطاع المعاهد في سابقة هي الأولى من نوعها أن يتولى عميد كلية منصبا مهما وحساسا كرئاسة قطاع المعاهد، والمسئول عن مليونى طالب وطالبة يدرسون في المعاهد الأزهرية على مستوى محافظات الجمهورية، كما أنه دائما أحد الأشخاص الحاضرين دائما للقاءات الإمام الأكبر بالشخصيات الكبيرة والمهمة التي تستضيفها المشيخة.

علاقات "المحرصاوي" طيبة
وهناك الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر وعميد كلية اللغة العربية السابق، الذي برز اسمه مؤخرًا بشكل كبير داخل أروقة المشيخة بإصرار الإمام الأكبر على تعيينه في منصب رئاسة الجامعة، والوقوف بجانبه في حربه الضروس التي خاضها ضد الدكتور محمد أبو هاشم نائب رئيس الجامعة للوجه البحري، الذي كان يرى في نفسه الأحقية في التعيين في منصب رئاسة الجامعة.

“المحرصاوي” من بين كل المرشحين تجمعه علاقة طيبة بالمستشار محمد عبد السلام، والذي كان له الدور الأبرز في حسم مسألة رئاسة الجامعة له، وكذلك أيضًا اصطحاب شيخ الأزهر له في رحلته الأخير للإمارات.

إضافة إلى ما سبق، فإن الأجهزة الرقابية لم تبد أي ملاحظات فيما يتعلق بتعيين “المحرصاوي”، غير أنه في مقابل هذا، وحسب تأكيد المصادر ذاتها، فإن تعيينه بمنصب “وكيل الأزهر” يعد مستبعدا في الوقت الحالي، خاصة أن الرجل لم يمض على تعيينه في منصب رئاسة الجامعة قرابة الثلاثة أشهر فقط، مشيرة إلى أن المشيخة ليست على استعداد حاليا لفتح ملف رئاسة الجامعة والخوض في صراعات داخلية أخرى على هذا المنصب، خاصة أن الصراع الأخير بين المحرصاوى وأبو هاشم وضع المشيخة في موقف حرج أمام الرأى العام، خاصة أنها المرة الأولى التي تحدث بالمؤسسة الدينية الأكبر في مصر أن يتصارع أبناؤها على منصب ما.

المثير في الأمر هنا، وفق ما أوردته المصادر التي تحدثت إليها “فيتو”، أن الإمام الأكبر من الممكن أن يلجأ إلى أحد عمداء الكليات داخل الجامعة لتولى المنصب المرتقب، مشيرة إلى أنه إذا اتجهت أعين الإمام إلى الجامعة، فإن الخيار الأول بالتأكيد سيكون لأحد عمداء الكليات الشرعية بالجامعة وهى كلية الشريعة والقانون وأصول الدين والدعوة والدراسات الإسلامية والعربية، والدراسات الإسلامية للوافدين.

"العواري" في الماراثون
وحسب المصادر ذاتها فإن القائمة من الممكن أن تضم الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين والدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية الدراسات الإسلامية للوافدين، اللذين يتمتعان بثقة كبيرة لدى الإمام الأكبر، وعادة ما يتم دعوتهما لتمثيل الجامعة في المؤتمرات والاجتماعات المهمة، ما يعزز موقفهما وجعلهما في دائرة الترشيحات وبقوة.

الغريب هنا أن أقاويل تناقلتها الألسنة، وإن كانت ليست بالقوة التي ترددت بها الأسماء الماضية، إلا أن هذا لم يمنع أن تشغل حيزا من أحاديث “وكالة المشيخة”، والتي تشير إلى أن الإمام الأكبر من الممكن أن يختار أحد عمداء الكليات الشرعية بالأقاليم، وذلك نظرا لأنه غالبا ما يعمد لذلك في اختيار الشخصيات القيادية شريطة أن تتمتع هذه الشخصيات بثقة ورضا المشيخة، وقد سبق وإن حدث هذا الأمر مع عدد من الشخصيات القيادية الآن في الأزهر.

ورغم أن الاتجاه السابق قد يكون واردا ومقبولا من الناحية النظرية، إلا أن مصادر مطلعة داخل المشيخة استبعدت هذا الاحتمال، خاصة أن منصب وكيل الأزهر يعد منصبا مهما له طبيعة خاصة، وأنه يصعب اختيار شخصية مجهولة الهوية لدى المقربين من المشيخة على الأقل وأن من يتم اختياره لهذا المنصب لا بد أن يكون له تجارب سابقة في تولى عدد من المناصب داخل المؤسسة الدينية.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية