المخلفات الطبية بالسويس بين إعادة التدوير والإلقاء في الشوارع.. «تقرير»
تشهد السويس أزمة في التخلص من المخلفات الطبية، فبين تراكمها في مستشفى السويس العام، حتى تصبح في منتصف طرق المرضى، وبين أن يعثر عليها المواطنون في صناديق القمامة في أحياء السويس، أو يتم إعادة تدويرها وبيعها مرة أخرى، تتجسد المأساة.
وكشف البرلماني عبد الحميد كمال، عضو مجلس النواب، في تصريحات لـ"فيتو"، أن السويس بها مافيا لإعادة تدوير المخلفات الطبية وإعادة بيعها مرة أخرى.
وقال النائب، إن السويس شهدت تهريب كمية تصل إلى 4 أطنان ونصف الطن من المخلفات الطبية في مستشفى السويس العام، في منتصف الليل خلال شهر يوليو الماضي، دون الإجراءات القانونية المتبعة مع وجود شبهات بوجود عمليات بيع وتدوير المواد الطبية الخطرة التي يتـردد أن الكيلو يباع بـسعر 5 جنيهات من قبل منعدمي الضمير.
وقال النائب، إن الواقعة تم تسجيلها بمحاضر النيابة العامة وقسم شرطة السويس وكانت المخلفات الطبية تحتوي على حقن وسرنجات مدممة وكميات من الخراطيم الطبية الملوثة التي تستخدم في عمليات غسيل الفشل الكلوي والعمليات الجراحية الخطرة فضلا عن كميات من الفوارغ الزجاجية والبلاستيكية للعبوات الدوائية إضافة إلى الشاش والقطن وغيرها من المخلفات الملوثة الخطرة التي تهدد الصحة العامة.
وكان أمن السويس، قد ضبط سيارة مخلفات طبية في طريقها لمدافن مديرية الصحة في السويس، ولم تكن السيارة تحتوي على أي أوراق أو مستندات قانونية تثبت علم مديرة المستشفى وقتها الدكتورة عزيزة عبد الستار عن خروج سيارة المخلفات، مما أكد شبهات إعادة تدوير المخلفات الطبية.
وعلى جانب آخر، تشهد مستشفى السويس العام تكدسا للمخلفات الطبية في غرفة المخلفات في مستشفى السويس العام، حيث وصلت إلى 11 طنا داخل غرف المخلفات مما تسبب في خروجها خارج غرفة المخلفات لتقع في وسط المستشفى.
وتعود أسباب تراكم المخلفات الطبية في مستشفى السويس العام، لعدم سداد مديونية مديرية الصحة في السويس لشركة رفع المخلفات الطبية مما تسبب في تراكمها، حتى توصلت مديرية الصح لاتفاق مع الشركة على تقسيط الرسوم المستحقة والمديونية على مديرية الصحة لحين سدادها، ومواصلة رفع المخلفات.
ومن كوارث التخلص من المخلفات الطبية في السويس، هو إلقاء العيادات والمستشفيات الخاصة لمخلفاتها في صناديق القمامة في السويس، حيث عثر مواطنون في المحافظة على أكوام من أكياس المخلفات الطبية داخل صناديق القمامة وقاموا بتحرير محاضر لإثبات الواقعة.
ويقول الدكتور يوسف خليفة، مدير الطب الحر، إن مديرية الصحة في السويس أغلقت منذ أول السنة عيادتين خاصتين في السويس بسبب التخلص من مخلفاتهم الطبية في صناديق قمامة في وسط المحافظة.
وذكر الدكتور يوسف خليفة، أن العيادتين في حي الأربعين، حيث إن الأولى أجرت عملية بتر ذراع لمصاب وألقت بالذراع المبتور في صندوق قمامة في حي الأربعين، بدلا من دفنه بشكل طبي، والعيادة الأخرى، قامت بالتخلص من مخلفات عملية ولادة وألقت المخلفات الطبية في صندوق قمامة.
وقال الدكتور يوسف خليفة، إن أي مواطن يعثر على أكياس أو مخلفات طبية في صناديق قمامة في السويس، يخطر مديرية الصحة، حيث إنها تفتح تحقيقا موسعا لمعرفة مصدر المخلفات وتوقيع عقوبات على المسئول عنها.
