جلال أمين يكتب: مواهب متعددة
في مجلة المصور وفي عدد خاص صدر عام 2016 عن الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين بمناسبة يوم ميلاده التسعين تضمن مقالا كتبه المفكر جلال أمين جاء فيه:
كانت فيما أذكر هي المرة الأولى التي اكتشف فيها تعدد مواهب أحمد بهاء الدين وتشعب اهتماماته كان يكتب في مقال نشر بمجلة صباح الخير عام 1956 عن أول مجلدات نشرت لثلاثية نجيب محفوظ بين القصرين، قصر الشوق، السكرية.
كان يكتب في هذا المقال كناقد أدبي نبذ غيره من النقاد وتفوق عليهم، ثم تعددت الأمثلة بعد ذلك بالطبع فلم يعد في الأمر جديد يكتب عن معرض فنان تشكيلي، أو فيلم لفاتن حمامة، أو أغنية جديدة لعبد الوهاب.. بل لقد قرأت له مقالا بديعا في مجلة "العربي" عن الحصان العربي فإذا به في أي موضوع يتناوله يكتب ويفيد ويمتع.
أن يصيبوه في مقتل، لا تحرمانه من منصب.. إذ أنه لايريد منصبا، ولايمنع المزايا المالية عنه، لأنه لا يطيل التفكير في المال.. فيزدادون غيظا ويستشيطون غضبا، ولكننا نلاحظ أن أحمد بهاء الدين قد آثار في بعض المناسبات على الأقل حفيظة بعض اليساريين أيضا ـــ المعارضين للسلطة ــــ فأخذوا عليه أنه في بعض الأحيان قد اقترب من السلطة أكثر من اللازم وكان بهاء يبتسم بلا تعليق.
وانا أحاول أن أتذكر شيئا واحدا كتبه بهاء في كل ما قرأته له، ترك لدي شعورًا بأنه كتب تملقا للسلطة فلا أجد نعم.. وقد سمعت بأذني موقفا يتهمه البعض أنه لم يتعرض للاعتقال أبدا. إلا أنه عندما يشتد إظلام الجو السياسي وتضييق دائرة الحرية المتاحة ضيقا شديدا فيلجأ إلى السكوت أو إلى الكلام في موضوع آخر؛ لكنه لايقول قط مايخالف ضميره.