رئيس التحرير
عصام كامل

روشتة «تعمير المدرجات».. إنشاء سور شبكي داخل الاستادات.. ودورات تدريبية للمشاركين في عمليات التأمين.. عودة الجماهير بشكل تدريجي.. والاستعانة بكفاءات شرطية في تنظيم عمليات الدخول والخروج

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

وضع خبراء الأمن روشتة للخروج من أزمة عودة الجماهير للملاعب، أكدت ضرورة الاستفادة من تجارب الدول الأجنبية في معالجة أزمات الجماهير، مثلما حدث في كارثة هيثل عام 1985، بسبب أعمال شغب حينما لقي 39 شخصًا مصرعهم، وأصيب 600 شخص، مما أدى إلى إيقاف الكرة في إنجلترا، ومنع الأندية من المشاركة في دوري أبطال أوروبا لمدة 5 أعوام، والقضاء على روابط الهوليجانز المسئولة عن العنف في الملاعب الأوروبية خلال فترة الثمانينيات وإعادة إصلاح الملاعب والمدرجات وتنظيم دخول المشجعين.


وتتضمنت الروشتة عقد اجتماع يضم ممثلين عن وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة وقيادات روابط الألتراس ورؤساء الأندية، ولجنة من مجلس النواب ومساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن لوضع آليات العمل وصيغة يتفق عليها الجميع، مع عودة الجماهير تدريجيا بإعداد صغيرة ثم الازدياد كلما استقرت الأوضاع الأمنية داخل الملاعب، أيضا وضع مجموعة من التوصيات لخضوع كل الجماهير لإجراءات التفتيش الذاتى، وعدم حمل أي ممنوعات، وعدم السماح ببقاء الجماهير لفترات طويلة داخل المدرجات، وتزويد الملاعب ببوابات إلكترونية للفحص، وكاميرات مراقبة لرصد العناصر التي ترتكب أعمال شغب أو تحشد الجماهير للعنف، وضرورة وضع إجراءات حاسمة تحكم الملاعب الرياضية تلتزم بها الأندية والجماهير، لنبذ التعصب ومنع الشماريخ واللافتات المهينة، والقضاء على فكرة الحشود بالمئات لاقتحام المدرجات وإحداث الفوضى من قبل أعضاء الألتراس".

وشملت روشتة الخبراء تزويد جميع الملاعب بكاميرات مراقبة، والتأكد من كفاءتها في نقل الأحداث بصورة تساعد على كشف مثيري الشغب، والاستعانة في تأمين دخول الملاعب ببوابات كاشفة للمعادن والمواد الخطرة على نفقة الأندية، وخضوع الجماهير للتفتيش الوقائي، بالإضافة إلى الإيقاف الفوري لأساليب التأمين القائمة على إبقاء المشجعين بالمدرجات لفترة طويلة، ووضع خطط بديلة عن ذلك لإخلاء المدرجات في حالات الطوارئ مع نشر لوحات إرشادية لأماكن الخروج وإخلاء الجماهير.

أيضا تخصيص مجموعات من العاملين باتحاد كرة القدم، وقيادات «الألتراس» المؤثرين للمشاركة في عملية تنظيم دخول الجماهير، ويرتدون زيًا مميزًا للمشاركة في تنظيم دخول الجماهير ووجودها بالمدرجات، وإنشاء سور شبكي دائري داخل المدرجات في مواجهة الجماهير، وعلي بعد 4 صفوف من الكراسي ويخصص للوجود الأمني، وتقوية الفواصل بين المدرجات، وزيادة ارتفاعها بهدف منع الجماهير من اقتحام الملعب.

من جانبه أكد مصدر أمني بوزارة الداخلية، إن الأجهزة الأمنية بالوزارة لا تدخر جهدًا في تأمين المباريات على مستوى الجمهورية، موضحًا أن قرار عودة الجماهير إلى الملاعب يحتاج إلى دراسات كثيرة من كل الجوانب للحفاظ على حياة المواطنين، فمهمة وزارة الداخلية الأولى تحقيق الاستقرار الداخلي.

وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية اتخذت خطوات جادة للسماح بحضور الجماهير بعض المباريات بعد رصد المخاطر الأمنية، مثل المباراة المقرر إقامتها بين المنتخب الوطنى ونظيره الأوغندنى 5 سبتمبر، بحضور 60 ألف متفرج، لكن هناك بعض مثيرى الشغب والخارجين على القانون الذين يحاولون دائما نشر الفوضى.

وكشف مصدر مطلع، أن الأجهزة الأمنية بالدولة مازالت تدرس عودة الجماهير المقرر حضورها للمباريات، تدريجيًا بـ 5 آلاف مشجع على أن تتم زيادتها تدريجيا وفقا لتصرفات الجمهور وتعامله داخل الاستاد والصورة التي تخرج بها المباراة.

وأشار المصدر إلى أن اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية عقد اجتماعا موسعا مع مساعديه من قطاعات الأمن المركزي والأمن العام والأمن الوطني لمعرفة كيفية تنفيذ قرار عودة الجماهير للملاعب والخروج بالمباريات الفترة القادمة بشكل حضاري يشهد به العالم كله.

وأوصى وزير الداخلية خلال الاجتماع، القوات التي تشارك في تأمين المباريات بأن تلتزم بأقصى درجات ضبط النفس، مع التفتيش الجيد الدقيق لجميع للجماهير التي ستحضر المباريات، وتعيين خدمات من أفضل الكفاءات في حسن التعامل مع الجمهور.

وخضوع المشاركين في تأمين المباريات لدورات تدريبية للتوعية بحسن معاملة الجماهير لإفشال محاولات العناصر الإرهابية، وتوعية المواطنين بدورهم الكبير في التصدي لأي فتن قد تثار أو أعمال شغب قد تحدث هدفها زعزعة الأمن الداخلي.


من جانبه قال اللواء صلاح الشربيني مساعد وزير الداخلية للأمن المركزي الأسبق: إن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية على أتم الاستعداد لتأمين كل المباريات ومنع أي أعمال شغب أو عنف قد تصدر من القوى المعادية لمصر، ولكن مخاوف وجود أي اشتباكات ونشر الفتن بين رجال الشرطة والشعب واستغلالها للوقيعة بينهم لتكرار سيناريو ستاد بورسعيد والدفاع الجوى التي توفي فيها الكثير من المواطنين والشرطة وإثارة الرأي العام بلعبة من الجماعات الإرهابية.

وأوضح اللواء الشربينى أن قرار حضور الجماهير للمباريات أمر صائب جدا ويعيد للدولة هيبتها، مطالبا الأجهزة المعنية بتعديل الخطط الأمنية الخاصة بتأمين المباريات، ووضع خطط احترازية، مع الدفع بقوات من الشرطة النسائية لتفتيش السيدات والفتيات الراغبات في الحضور، فضلا عن وضع تحذيرات لجميع الحضور من الجماهير عدم حمل أي أدوات أو زجاجات مياه داخل المباريات حتى لا تستخدام في إثارة أي أعمال عنف كما حدث في ستاد بورسعيد، وذلك بالتعاون مشترك بين الداخلية واتحاد كرة القدم.

وفى سياق متصل أشار اللواء أشرف عبد الله مساعد الوزير لقوات التدريب سابقا،إلى أن الأجهزة المعنية بالدولة عليها التكاتف في تنفيذ قرار عودة الجماهير، ودراسته جيدا، بما يضمن نجاح تنفيذ القرار في الإطار الذي يحافظ على حقوق الدولة، وإحباط مخطط إرهابي يهدف لإسقاط الدولة.

وأوضح عبد الله أن جميع أعداء الدولة بالخارج يراهنون على قدرتنا على تنفيذ قرار عودة الجماهير للملاعب، مشيرًا إلى أن الأجهزة المعنية عليها عبء كبير في توعية المواطنين بالمؤامرات التي تحاك ضد الدولة، حتى يعرف الجميع مسئولياته، فضلا عن توعيتهم بقانون الرياضة الجديد المتمثل في أن ارتكاب الأخطاء والجهل بعقوبتها لن يعفي من المسئولية، مشيرا إلى أن المسئولية لا تقع على الجماهير فقط، ولكن على الأجهزة الفنية واللاعبين الذين يتسببون أحيانا في خلق الأزمات وإثارة الشعب بإطلاقهم علامات وإشارات يجب وضع حد لها والتنبيه على كل اللاعبين برفع شعار "العلم المصري".
الجريدة الرسمية