اعترافات مافيا تجارة الأعضاء البشرية في أبوالنمرس.. المتهمون: نستقطب الحالات اللي على أدها ونغريهم بالمال.. زراعة الكلى وجزء من الكبد بـ10 آلاف جنيه.. مبنشتغلش على العيون.. و10 آلاف دولار أجرة الطبيب
أدلى «السماسرة» المتهمون بتكوينهم تشكيلا عصابيا في أبوالنمرس بالجيزة، للاتجار بالأعضاء البشرية، مكونة من 16 شخصًا بينهم أطباء وممرضون وعمال وسماسرة، باعترافات تفصيلية أمام النيابة، وأكدوا أنه يقع اختيارهم على الغلابة ويستقطبون ضحاياهم بحذر شديد ممن يحتاجون إلى المال.
الضحايا
قال المتهمون في اعترافاتهم: «تقع أعيننا على الضحية الفقيرة في جميع المناطق حتى تكون فريسة سهلة وإقناعها في بيع جزء من جسدها مقابل الحصول على الأموال، ونغريهم بأموال العرب فالحياة صعبة على الغلابة ومش قصدنا غير إننا نساعدهم على التصدي لأعباء المعيشة الصعبة، ونوفر لهم ما يحتاجونه من أموال كمساعدة لهم ولأولادهم».
وأضاف أحدهم: «نستقطب الحالات اللى حالتها على أدها للتبرع بأعضائهم مقابل الأموال لأشخاص من الخليج، وأنه يتم نقل العضو نظير مبلغ 20 ألف دولار مع نسبة لنا على كل حالة ويتم فحص الحالات، والتأكد من سلامة صحتهم ليتم إجراء عملية نقل الأعضاء».
مبنشتغلش على العيون
وذكر المتهمون: «محددين أسعار الأجزاء المبيعة من الحالات، فنقوم بزراعة الكلى وجزء من الكبد بـ10 آلاف جنيه، بينما يحصل "ع" الطبيب الذي يجرى العملية الجراحية على 10 آلاف دولار، ويحصل طبيب التخدير على 5 آلاف دولار، ويحصل الممرض على 1,5 ألف دولار، ويحصل فنى المعامل على 3 آلاف دولار».
وتابعوا: «مبنشتغلش على العيون، والمركز مؤهل ومجهز بأجهزة طبية لذلك، وهناك باب خلفى للخروج منه في الليل بعيدا عن أعين الناس، حيث يوجد في منطقة سكنية منطقة أبو النمرس في الجيزة».
معاينة النيابة
كما تبين من معاينة النيابة أن المركز غير مؤهل تمامًا لإجراء أي عمليات جراحية، وهو في منطقة سكنية بالفعل ويطل على «مقلب قمامة».
مرخص عيادات وليس جراجات
كما تبين أن المركز حاصل على ترخيص عيادات فقط وليس تصريح عمليات جراحية أو نقل أعضاء، كما تبين أنه مكون من 3 طوابق، الطابق الأول خاص بالعيادات، والثاني يحتوي على غرفة العمليات.
مريضة الزرع
كما تبين أن الطابق الثالث عثر به على مريضة سعودية الجنسية كانت تنتظر عملية الزرع، وتبين أنها مريضة فشل كلوي تجري جلسات غسيل للكلى، وتعالج منذ 18 عاما، وأنه عندما ساءت حالتها كان الحل الأخير هو زرع كلى، فبدأت أسرتها في البحث عن متبرع، وتمكن نجل شقيقتها من خلال أحد السماسرة المتهمين من الوصول إلى متبرع مقابل مبلغ 10 آلاف دولار يدفعونها للمركز الطبي، كما أسفرت المعاينة عن أن غرفة العمليات حالة النظافة بها سيئة للغاية، وبها نافذة مفتوحة على الشارع أثناء إجراء الجراحة.
المضبوطات
وعثر بداخل المركز على مبلغ 76 ألف دولار حصيلة نشاطهم في تجارة الأعضاء، كما تم تحريز تحاليل وأشعة خاصة بالمتبرع والمتبرع لها وتحفظت قوة الضبط على أوراق ومستندات من داخل المركز وسيارة أحد الأطباء، وتحفظت النيابة على المضبوطات وطلبت تحديد هوية الأطباء المذكورين من قبل المتهمين لاستدعائهم وسماع أقوالهم في الاتهامات والواقعة، كما أمرت النيابة بالتحفظ على كاميرات المراقبة المحيطة بموقع المركز.
حبس المتهمين
من جانبها أمرت نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية برئاسة المستشار عبد الحميد الجرف، رئيس النيابة بحبس 12 متهمًا أفراد عصابة الاتجار بالأعضاء البشرية 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
اتهامات
ووجهت النيابة للمتهمين اتهامات الاتجار ونقل أعضاء بشرية والاتجار بالبشر وإدارة منشأة دون ترخيص، وأفادت تحقيقات أجهزة الأمن، أن المافيا يقودها صاحب مستشفى خاص في منطقة أبو النمرس جنوب الجيزة، وأنه اشترك مع مجموعة أخرى بينهم أطباء وطلاب فى كليات الطب، على القيام بالعمليات الجراحية لاستئصال الكلى من المواطنين "البسطاء" وشرائها منهم بمبلغ 20 ألف جنيه، وبيعها للأثرياء العرب بالدولار.
البداية
يذكر أن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة بالتنسيق مع الأمن الوطني، تمكنت من الكشف عن أكبر شبكة لتجارة الأعضاء البشرية، مقابل مبالغ مالية كبيرة، ونجحت قوات الأمن في إلقاء القبض على 12 متهمًا بينهم أطباء وممرضون.
كانت معلومات وردت إلى ضباط قطاع الأمن الوطني، تفيد قيام مجموعة من الأطباء يعاونهم ممرضون وعمال بتكوين شبكة لتجارة الأعضاء البشرية، وأكدت ذلك التحريات التي أجريت بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، بقيادة اللواء هشام العراقي، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة.
وأضافت التحريات أن أعضاء الشبكة اتفقوا مع عدد من المواطنين المصريين على نقل بعض أعضائهم البشرية، لمرضى أجانب مقابل مبالغ مالية كبيرة، مستغلين حاجتهم للمال.
عقب تقنين الإجراءات، داهمت قوات الأمن مكان وجود المتهمين، بمركز طبي في أبو النمرس وتمكنت من إلقاء القبض عليهم، وتبين أنهم 3 أطباء، و4 ممرضين، و3 عاملين بمستشفيات، و2 سماسرة، أثناء قيامهم بإجراء جراحة استئصال كلى وجزء من كبد مواطن بأحد المستشفيات الخاصة بالجيزة، تمهيدًا لزرعها لأحد المرضى مقابل 10 آلاف جنيه، وعثر بحوزتهم على مبالغ مالية كبيرة، من حصيلة نشاطهم الإجرامي تم التحفظ عليها وقامت القوات بإغلاق المستشفى، وتحرر محضر وأخطرت النيابة للتحقيق، وما زالت التحقيقات مستمرة في الواقعة.