رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا لو أكمل مرسي مدة رئاسته؟!!


لا شك أنه من القواعد المقررة والمستقرة عبر تاريخ البشر استقراءً أنه إذا كانت الحوادث إنما تعرف بنقيضها، وأن الأشياء إنما تتميز بضدها، وأن كذلك هي الحالة في الحياة، والعالم، فإن واقع مصر الحالي لا يمكن لعاقل أن يستوعب مدى عظمة ما أنجزناه –نحن المصريين- من إزاحة الإخوان عن حكم مصر، بل نفيها –كتنظيم- من الوجود، إلا أن نتخيل معًا ما الذي كان سيحدث لو أكمل "محمد مرسي" مدة رئاسته الأولى فقط؟! في حكم مصر، وليس كما كان يطمع، ويطمح هو، وجماعته الإرهابية في الاستمرار، والبقاء في الحكم مدة خمسمائة عام كاملات!


فلتتخيل معي –أيها القارئ المكرم- لو أن هذا المعتوه! قد استمر جاثمًا على قلوب المصريين أربعة أعوام كاملات –فضلًا عن ثمانية ثم سلّم حكم مصر لمعتوه آخر من جماعته!- على قلوب المصريين، كيف كانت ستكون نتائج تلك الكارثية على جميع الأصعدة، والمستويات؟!

فلا شك كان الانهيار الاقتصادي هو الحالة المسيطرة على الموقف، وهو الحدث الأبرز، بل لربما كانت قد أعلنت مصر إفلاسها رسميًا بالفعل، وذلك مع حالة الانهيار السريع للاحتياطي من النقد الأجنبي، بالإضافة لتدني التصنيفات الدولية للاقتصاد المصري بكل فروعه، وخذ مثلًا على ذلك أزمة الكهرباء الشهيرة، التي كادت مصر معها مصر تظلم تمامًا ليل نهار لو استمر ذل الرئيس الإرهابي على كرسي حكم مصر حتى يكمل مدته الرئاسية الأولى فقط، في حين أنه –والشيء بالشيء يذكر- لم يكن عمله، وعمل جماعته الإرهابية في مواجهة تلك الأزمة سوى الإنكار التام لوجودها، ليكون حالهم كحال من يدس رأسه في الرمال، أو كالعصفور الذي يضع رأسه تحت جناحه ظنًا فائلًا منه أنه ما دام لا يرى عدوه، فإن عدوه لا يراه!!

ذلك أنه لم يكن انشغال الرئيس الإرهابي، وكذلك جماعته هو حل مشكلات مصر، وإنما كان همهم الأكبر ليل نهار هو التمكين الكامل لأفراد تنظيمهم من مفاصل الدولة، وهو أمر يعتبر في حد ذاته طامة كبرى، ومصيبة عظمى كانت لتقضي على كيان الدولة المصرية لو أكمل مرسي مدة رئاسته.

لقد كانت محاولة التمكين الإخوانية من أعظم المخاطر التي تعرضت لها مصر في فترة حكم الإخوان، وذلك لكونها كانت أساس تلك المخاطر جميعا، وسبيل تحقيقها، والأداة التي كانت ستساعد الإخوان على إنجاز مخططاتهم.

ولهذا كان هم الإخوان منذ اليوم الأول لوصول "مرسي" للحكم هو تمكين عناصر الإخوان من مفاصل الدولة، لأنه إن تحقق لهم فكل ما بعده أهون، وأسهل، ولو لم يتحقق لاستحال عليهم –حينها- تنفيذ شيئًا من مخططاتهم، ولم يكن التمكين مهمًا، بل، ومحوريًا للإخوان لأن جميع مفاصل، ومؤسسات الدولة سوف تخضع لهم فقط، لكنهم كانوا كذلك يسعون من خلال التمكين، وزرع عناصر في مفاصل الدولة إلى القضاء على أيِّ مقاومة لمخططاتهم الخبيثة تلك من جانب تلك المؤسسات الوطنية للدولة.

ومهما أنسى فلا يمكنني أن أنسى ما كان يضمره "مرسي"، وجماعته لأقباط مصر من شر، وما كانوا بدأوا فعليًا في تنفيذه من مخطط إيذائهم، وترحيلهم، وتهجيرهم من الشمال في اتجاه الجنوب، وذلك تنفيذًا لأوامر أسيادهم الصهاينة، وتحقيقًا لمؤامراتهم الكبرى، ولمخططهم الشرير الكبير من إعادة رسم خريطة مصر، وذلك بتقسيمها لدويلات متفرقة متناحرة ثلاث على أن تكون "الدويلة المسيحية"! في جنوب مصر، هذا فضلًا عما سأذكره –إن شاء الله- في المقالات القادمة من تسليمهم سيناء كاملة للصهاينة!!
ففي هذا المقال، وسلسلة المقالات التي تليه سوف أبين –إن شاء الله- ما الذي كان يمكن أن يحدث لمصر، والمصريين لو أكمل ذلك الإرهابي "محمد مرسي" مدة رئاسته!
وفي المقال القادم –إن شاء الله- للحديث بقية.. إن شاء رب البرية.

الجريدة الرسمية