رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. حصاد الرمان الأسيوطي المر «لكل صنف زبون».. «تقرير»

فيتو

يعتبر الرمان واحدًا من أهم الصادرات المصرية إلى الدول العربية، وأهم مصادر الدخل التي يعتمد عليها المواطنون في أسيوط، بنوعيه سواء المر أو السكرى، وليس هذا فحسب بل يعتبر أيضًا المصدر الأول الذي تعتمد عليه العصائر في دول الاتحاد الأوروبي حتى أصبح أهم الصادرات لها.



وتعد أسيوط إحدى أهم محافظات الصعيد التي تزرع أشجار الرمان بمساحات تتعدى الـ 10 أفدنة حسب تصريحات مديرية الزراعة، مما يجعلها المنطقة المركزية والأكثر إنتاجية على مستوى العالم العربى في هذا المحصول الذي تقبل عليه الأسواق الأوروبية والآسيوية لما يتمتع به من مذاق حلو ولاذع وجودة عالية للثمرة تظهر في لونها، وفى الوقت نفسه تلقى ثمرة الرمان إقبالا دوليا للغذاء كما تدخل بذورها وغطائها الأحمر السميك في الصناعات الدوائية وأدوات التجميل على نطاق واسع.


وفى هذه الأيام بدأ موسم حصاد الرمان الأسيوطى المر وهو نوع لا ينمو سوى بأسيوط، لذلك سمى باسمها ويتم حصاد ثماره قبل الرمان السكرى بأكثر من شهر بدءًا من منتصف أغسطس وحتى منتصف سبتمبر ويعيبه أنه لاذع ومر، لكنه يستخدم بكثرة في العلاج وصناعة الأدوية والقليل منه يتم بيعه للمواطنين من عشاق الرمان.


قال إيهاب الديب، أحد أشهر مزارعى ومصدرى الرمان في البدارى: إن محافظة أسيوط وخاصة مركز البدارى تتميز بتربة حباها الله بكل مقومات الزراعة من مناخ وخصوبة وتشبع من طمى النيل هيأت الرمان الأسيوطى المر أو السكرى ليصبح الأعلى جودة عالميا في جودة الثمرة، مشيرا إلى أن الرمان الأسيوطى المر له صفات محددة تبدأ من صغر حجم الثمرة وطعمه اللاذع المائل للمرارة ولون حباته الفاتح، ولكن يطلب بكثرة في التصدير للخارج وله زبونه في مصر.



وأضاف أن ارتفاع مستوى الإنتاج في منطقة الصعيد من الرمان يجعله من أهم المحاصيل الاستراتيجية لمصر والتي تملك مقومات كبيرة للتصدير فهذه الفاكهة كانت واحدة من أهم مصادر الدخل بالنسبة للفلاح لما تدخل وتدر من أرباح تنعش الاقتصاد المصرى بعملة صعبة. 

والمساحات فيها كانت تتزايد سنة تلو الأخرى حتى وصلت لـ 10 آلاف فدان، والفدان يصل إنتاجيته من 18 إلى 22 طن رمان، وفى بعض الأحيان 25 طنا، ولكن هذه الأيام أصبح عائقا أمام الفلاح الذي توالت خسارته نظرا لجشع المتحكمين وشركات التصدير والسعر الذي تحدده دون النظر لتعب المزارع، مشيرا إلى أن الرمان في بداية الموسم بيع بـ 15 جنيها للكيلو وانخفض بعد أسبوع واحد لـــ6 جنيهات، مما أدى إلى خسارة كبيرة لدى المزارعين خاصة مع ارتفاع تكلفة النقل والتعبئة.


ولفت عقيل إسماعيل عقيل، أحد أعضاء جمعية تنمية أسيوط، إلى تفاقم المشكلات التي تواجه الفلاح الأسيوطى من استغلال وخسارة مادية وجهد بدنى دون مقابل قائلا: إن تلاعب المصدرين بالأسعار في غياب واضح للدولة والغرفة التجارية، هو ما وقع بضرر بالغ على المزارعين، فالفلاح حقه مهضوم من التجار والمصدرين، فالمنتج يباع بسعر زهيد لهم وعندما يصل الأسواق بالخارج يباع بمبالغ باهظة وغياب وزارة الزراعة عن توعية الفلاح والمزارعين وفراغ مكاتب الإرشاد الزراعى عن تأدية واجبها ودورها أدى إلى الإهمال في المتابعة الصحيحة حتى تآكلت المحاصيل.


أما المشكلة الأكبر والتي نوه إليها عقيل والكثير من مزارعى الرمان هي عدم البدء في إنشاء المدينة الصناعية بالبدارى والمخصصة بقرار من مجلس الوزراء، ولم يلتفت إليها أحد حتى تم وضع حجر أساسها مرة أخرى في 2014، والتي من المفترض أن تعمل على توفير أكثر من 51 ألف فرصة عمل وستوفر من تكاليف المزارع بعد إنشاء مصنع للكرتون ومصانع للتفريط وأخرى لإنتاج العصائر وأدوات التجميل والمواد الأولية للأدوية والتي تساعد على انتعاش وتنمية الاقتصاد بالصعيد.


وأوضح محمود دياب أن المحصول تأثر هذا العام بما حدث من تعويم للجنيه رغم تصديره عددًا من الدول العربية منها العراق وسوريا والأردن والسعودية، فضلا عن دول الاتحاد الأوروبي، وطالب بتقنين عملية التصدير وتوحيد الأسعار وحصول الرمان على نصيب من البورصة حتى لا يبخس المصدرين الأسعار لصالحهم ويظلم الفلاح بعدم التسويق الجيد لمحصوله، خاصة أن كل ما يحيط بعملية الزراعة من أسمدة وبنزين للميكنة الزراعية والأيدي العاملة يزداد سعره مقابل ثبات سعر الثمرة.
الجريدة الرسمية