رئيس التحرير
عصام كامل

أصابع مرسى وكيرى!


سرقت أصابع مرسى الغامضة التى تعبث فى شئوننا الداخلية من أصابع زينب وأصابع الكفتة التى نعرفها ونستمتع بها.. أما أصابع الخواجة كيرى فقد غطت مؤخراً على كل أنواع الأصابع بما فيها أصابع مرسى!..


فإذا كان وزير الخارجية الأمريكى كيرى قد وصف أمام الكونجرس حالة مصر بأنها صعبة جداً جداً، وانتقد الإخوان لأنهم أخفقوا في تحقيق الإصلاح الاقتصادى والاستقرار السياسى، إلا أن كيرى انضم للإخوان فى الاتهامات التى يروجونها طوال الفترة الماضية حول الأصابع الأجنبية التى تعبث فى شئوننا الداخلية..

فها هو يتحدث عن قوى عديدة موجودة فى اللعبة السياسية المصرية.. حيث توجد دول بعينها فى المنطقة تدعم مجموعات تخلق مشاكل داخل مصر.. وأضاف قائلاً: لدينا البلاك بلوك.. ولدينا مجموعات أخرى تلقى تمويلاً من الخارج!..

أى أن السيد كيرى يحاول أن يعفى الإخوان من المسئولية أو بعضهاً منها، عن تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر ويحمل دولاً بعينها فى المنطقة المسئولية بتمويل الاضطرابات السياسية التى تعيشها البلاد، مع أن الإخوان هم الذين - كما قال كيرى - لم يلتزموا بتنفيذ نصائح إدارته للتواصل مع المعارضة لتحقيق قدر من الاستقرار وتوفير الأمن ولم الشمل وحماية الحقوق وتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة لإدارة شئون البلاد!!.

وهذا يعنى أن انتقادات الأمريكان للإخوان هى انتقادات تفتقد الحزم والجدية، أو هى انتقادات صورية أشبه «بضرب الغازية لجحشها»، كما يقول المثل الشعبي الشائع.

لأن هذه الانتقادات الأمريكية صورية وغير جادة، هكذا لا يستجيب لها الإخوان.. فلا هم يهتمون بدعوة الأمريكان لهم من أجل لم الشمل، ولا هم مكترثون بنصيحة الأمريكان لهم لمواليد المعارضة، ولا هم معنيون بتحقيق الاستقرار السياسى الذى يطالبهم به الأمريكان.. بل على العكس ها هم يمضون قدما بقوة فى تنفيذ مخططاتهم لفرض سيطرتهم وحدهم على كل شىء فى البلاد، وتصفية المعارضة وإخضاع السلطة القضائية.. وهم يستخدمون فى ذلك كل الأسلحة، العنف الدامى المستمر الذى لا يتوقف، والأساليب البوليسية الكريهة التى عادت بشكل فج مجدداً، وزوار الفجر الذين عادوا مجددا أيضا، والغش التشريعى الساخر والفاجر، فضلا بالطبع عن الامتثال الوطنى والطائفى.

ربما يكون الموقف الأمريكى المساند والداعم للإخوان طرأ عليه بعض التغيير مؤخراً، حينما أدرك الأمريكان أن المراهنة على قوتهم للسيطرة على الأمور فى مصر لم تجد.. لكن هذا التغير ما زال فى بدايته وما برح محدداً.. ولذلك ما فتأ الأمريكان يرددون ادعاءات الإخوان ضد المعارضة بتصويرها وكأنها معارضة غير حقيقية ومصنوعة من الخارج ومدفوعة الأجر وممولة من دول بعينها، وليست معارضة سببها سياسات الإخوان التى تتعارض مع المصلحة الوطنية واستبدادهم وإصرارهم على احتكار كل شىء.. الثروة والسلطة والاستئثار بها كما كان يفعل النظام السابق وحتى بدون التجميل الذى كان يضيفه على ما يقوم به..
الجريدة الرسمية